وهما غلامان وقيل اسمهما قثم وعبد الرحمن أمهما حورية بنت خالد بن فارط الكنانية وتكنى أم حكيم في موضع قتلهما (فروى) علي بن مجاهد عن إسحاق أن أهل مكة لما بلغهم ما صنعه بسر خافوه وهربوا فخرجوا فيهم أبنا عبيد الله ابن العباس فأضلوهما عند بئر ميمون بن الحضرمي وهجم عليهما بسر فأخذهما وذبحهما. (وروى) إنهما وصلا إلى أخوالهما من بنى كنانة (وقيل) إنما قتلهما باليمن وإنهما ذبحا على درج صنعاء. (وروى) عبد الملك بن نوفل عن أبيه أن بسرا دخل الطائف فبات بها وخرج حتى مر ببني كنانة وفيهم ابنا عبيد الله بن العباس وأمهما فلما انتهى بسر إليهم طلبهما فدخل رجل من بنى كنانة كان أبوهما أوصاه بهما فاخذ السيف من بيته وخرج فقال له بسر ثكلتك أمك والله ما كنا أردنا قتلك فلم عرضت نفسك للقتل قال اقتل دون جارى أعذر لي ثم شد على أصحاب بسر بالسيف حاسرا وهو يرتجز:
آليت لا يمنع حافات الدار * ولا يموت مصلتا دون الجار إلا فتى أروع غير غدار فضارب بسيفه حتى قتل ثم قدم الغلامان فذبحا فخرج نسوة من بنى كنانة فقالت امرأة منهن هذه الرجال تقتلها فما بال الولدان والله ما كانوا يقتلون في جاهلية ولا إسلام والله أن سلطانا لا يشيد إلا بقتل الضرع الضعيف والشيخ الكبير ورفع الرحمة وقطع الأرحام لسلطان سوء فقال بسر والله لهممت أن أضع فيكن السيف قالت والله انه لأحب إلى أن فعلته ولهما بلغ خبر الغلامين أمهما جزعت جزعا شديدا وقالت ترثيهما:
ها من أحس لي ابني اللذين هما * كالدرتين تشظى عنهما الصدف ها من أحس لي ابني اللذين هما * سمعي وقلبي فقلبي اليوم مختطف ها من أحس لي ابني اللذين هما * مخ العظام فمخي اليوم مزدهف نبئت بسرا وما صدقت ما زعموا * من قولهم ومن الإفك الذي اقترفوا