يطلب فضلا فأي هذين يمنع وحضر أبو الطفيل عامر بن وائل الكناني فجعل يقول:
لله در الليالي كيف تضحكنا * منها خطوب أعاجيب وتبكينا ومثلها تحدث الأيام من غير * في ابن الزبير عن الدنيا تسلينا كنا نجثى ابن عباس فيقبسنا * علما ويكسبنا اجرا ويهدينا ولا يزال عبيد الله مترعة * جفانه مطعما ضيفا ومسكينا فالسير والدين والدنيا بدارهما * ننال منه الذي نبغي إذا شينا ان النبي هو النور الذي كشطت * به عمايات ماضينا وباقينا ورهطه عصمة في ديننا ولهم * فضل علينا وحق واجب فينا ففيم تمنعهم منا وتمنعنا * منهم وتؤذيهم فينا وتؤذينا ولست فاعلم بأولاهم به رحما * يا بن الزبير ولا أولى به دينا لن يؤتى الله إنسانا ببغضهم * في الدين عزا ولا في الأرض تمكينا (وكان) عبيد الله بن العباس من أجواد الإسلام المشهورين، فمن جوده أنه أول من فطر جيرانه وأول من وضع الموائد على الطريق، ومن جوده أنه أتاه رجل وهو بفناء داره فقام بين يديه وقال يا بن عباس ان لي عندك يدا وقد احتجت إليها فصعد إليه بصره وصوبه فلم يعرفه فقال له ما يدك عندنا قال رأيتك واقفا عند زمزم وغلامك يملأ من مائها والشمس قد صهرتك فظللتك بطرف كائي حتى شربت قال أجل أنى لأذكر لك ذلك ثم قال لغلامه ما عندك قال مائة دينار وعشرة آلاف درهم قال ادفعها إليه وما أراها تفي بحق يده فقال الرجل والله لو لم يكن لإسماعيل ولد غيرك لكان فيك كفاية فكيف وقد ولد سيد الأولين والآخرين ثم شفع بك وبأبيك.
(ومن جوده أيضا) أن معاوية حبس عن الحسن بن علي " ع " صلاته حتى ضاقت حاله فقيل له لو وجهت إلى ابن عمك عبيد الله بن عباس لكفاك وقد قدم بنحو ألف ألف قال الحسين " ع " فما مقدارها عنده والله أنه لأجود