حتى رأيتك مثل الكلب منحجرا * خلف الغبيط وكنت الباذخ العالي ابن ابن عباس المعروف حكمته * خير الأنام له حال من الحال عيرته المتعة المتبوع سنتها * وبالقتال وقد عيرت بالمال لما رماك على رسل بأسهمه * جرت عليك كسوف الحال والبال فاختر مقولك الا على بشفرته * عزا وحبا بلا قيلا ولا قال واعلم بأنك ان عاودت غيبته * عادت عليك مخار ذات أذيال (وبلغ يزيد بن معاوية) ان ابن الزبير أرسل إلى ابن عباس يدعوه إلى مبايعته وقال له ان الناس إذا رأوك بايعتني لم يتخلف عنى أحد فقال له ابن عباس ان ليزيد في رقابنا بيعة لا يمكن نقضها.
فكتب يزيد إلى ابن عباس اما بعد فقد بلغني ان الملحد بن الزبير دعاك إلى بيعته والدخول في طاعته وانك امتنعت عليه واعتصمت ببيعتي وفاء منك لنا وطاعة لله في تثبيت ما عرفك الله من حقنا فجزاك الله من ذي رحم بأحسن ما يجزى الواصلين لأرحامهم والموفين بعهدهم ومهما نسيت فإني لست بناس برك وتعجيل صلتك وحسن جزائك الذي أنت أهله منى في الطاعة وما جعله الله لك من الشرافة والقرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله وانظر ما قبلك من قومك ومن يطرأ عليك من الآفاق ومن غره الملحد بن الزبير بلسانه وزخرف له قوله فأعلمهم حسن رأيك في والتمسك ببيعتي فإنهم لك أطوع ومنك اسمع منهم للملحد المحارق والخارج المارق والسلام.
(فكتب إليه ابن عباس) اما بعد فقد أتاني كتابك تذكر فيه دعاء ابن الزبير إياي إلى بيعته وامتناعي عليه فان بك ذلك كما بلغك فلم يكن حمدك ولا ودا أردت ولكن الله بالذي نويت به عليم وزعمت انك لست بناس بري وتعجيل صلتي فاحبس أيها الانسان صلتك عنى فإني حابس عنك نصرتي وودي فلعمري ما تؤتينا مما في يديك من حقنا الا الحقير القليل وانك لتحبس عنا منه العريض