فلما احتملت قراءة الخفض وجهين ولم تحتمل قراءة النصب إلا وجها واحدا وجب أن تكون قراءة معنى الخفض محمولة على قراءة النصب فتكون الرجل مغسولة فإن قال قائل: ذكرت أن المتشابه ما يحتمل الوجوه المحكم ما لا يحتمل إلا وجها واحدا وقد قال الله تعالى متشابها مثاني (2) ثنا فسمى (3) الجميع متشابها وليس الجميع محتملا للوجوه قيل له قد بين في آية أخرى أن بعضه متشابه في قوله تعالى منه (4) آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فجعل البعض متشابها (5) ويحتمل أن يكون المراد بقوله كتابا متشابها أن بعضه متشابه كما قال مثاني وإنما بعضه مثاني لا جميعه وهي سور معدودة وقيل إنه فاتحة الكتاب لأنها تثنى في كل ركعة وكقوله تعالى به (6) قومك (7) والمراد بعضهم وكقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف (8) وإنما أراد كفار (9) مضر دون مؤمنيهم
(٣٧٦)