الأرض معقلنا وكانت أمنا فيها مقابرنا وفيها نوأد (1) فسماها أما لنا من حيث كان منها ابتداء خلقنا وإليها مرجعنا ونظيره أيضا قوله تعالى يطهرن (2) قرئ بالتخفيف والتشديد (3) فمن قرأها بالتخفيف أراد انقطاع الدم لا يحتمل اللفظ غيره ومن قرأها بالتشديد كان محتملا لا نقاطع الدم لأنه يقال طهرت المرأة وتطهرت بمعنى واحد فاحتمل (4) أيضا الاغتسال فلما احتمل معنيين وجب حمله على مالا يحتمل إلا وجها واحدا وهو انقطاع الدم (5) وكان أبو الحسن الكرخي (6) رحمه الله يقول أيضا في قوله تعالى فاغسلوا وجوهكم (7) وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين (8) إن قراءة النصب لا تحتمل إلا عطفها على الغسل وقراءة الخفض تحتمل عطفها على الغسل وتكون مخفوضة (9) بالمجاورة ويحتمل عطفها (10) على المسح (11)
(٣٧٥)