والعقلية بل انهيار العالم بتمام نظمه الطبيعية التي يتحرك بها بشتى ألوانه وأشكاله ويخرج من القوة إلى الفعل ومن الامكان إلى الوجود فإن تلك النظم المتمثلة في الحركة الجوهرية في الأشياء التي تتحرك على أساس مبدأ العلية من ناحية وفي القوة الجاذبة العامة من ناحية أخرى تتحكم على العالم وتحتفظ به كما هو.
وأما الشرط فهو مؤثر في فعلية فاعلية المقتضي ولا يكون مؤثرا في المعلول مباشرة فمماسة الحطب للنار مؤثرة في فعلية فاعلية النار في إيجاد الحرارة وتوليدها بدون أن يكون لها تأثير مباشر في الإحراق وتوليد الحرارة.
وأما عدم المانع فهو بنفسه لا يكون مؤثرا في شئ ضرورة أن العدم بما هو لا يعقل أن يكون مؤثرا لما عرفت من أن تأثير شئ في شئ آخر إنما هو على أساس مبدأ التناسب وبدونه فلا يمكن التأثير والعدم ليس بشئ حتى يكون مؤثرا وعلى هذا فعد عدم المانع من أجزاء العلة التامة إنما هو باعتبار أن وجوده مانع عن تأثير المقتضى لا أن عدمه من أجزائها مثلا عدم رطوبة الحطب لا يكون مؤثرا لا في الإحراق ولا في فاعلية النار له فإذن جعله من أجزاء العلة التامة مبني على المسامحة وبلحاظ أن نقيضه وهو الرطوبة مانع عن فاعلية النار وتأثيرها فيه فيكون من قبيل وصف الشئ بحال متعلقه.
إلى هنا قد تبين أمران:
الأول: أن تأثير كل جزء من أجزاء العلة التامة في المعلول يختلف عن تأثير جزء الآخر فإن تأثير المقتضى فيه يكون بنحو المباشر على أساس مبدأ التناسب وأما تأثير الشرط فيه لا يكون كذلك بل هو في فعلية فاعلية المقتضي وعدم المانع بما هو العدم لا يكون مؤثرا في شئ لأنه ليس بشئ حتى يكون مؤثرا بل تأثيره إنما هو بلحاظ أن وجوده مانع عن فاعلية المقتضي فالشرط مؤثر