تفسير الرازي - الرازي - ج ١٤ - الصفحة ١٤٩
ثم قال عقيبه: * (إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) * ولا شك أن المراد منه إما عذاب يوم القيامة، وعلى هذا التقدير: فهو قد خوفهم بيوم القيامة، وهذا هو الدعوى الثالثة، أو عذاب يوم الطوفان، وعلى هذا التقدير: فقد ادعى الوحي والنبوة من عند الله، والحاصل أنه تعالى حكى عنه أنه ذكر هذه الدعاوى الثلاثة، ولم يذكر على صحة واحد منها دليلا ولا حجة، فإن كان قد أمرهم بالإنذار بها على سبيل التقليد، فهذا باطل، لما أن القول بالتقليد باطل. وأيضا فالله تعالى قد ملأ القرآن من ذم التقليد، فكيف يليق بالرسول المعصوم الدعوة إلى التقليد؟ وإن كان قد أمرهم بالإقرار بها مع ذكر الدليل، فهذا الدليل غير مذكور.
واعلم أنه تعالى ذكر في أول سورة البقرة دلائل التوحيد والنبوة، وصحة المعاد، وذلك تنبيه منه تعالى على أن أحدا من الأنبياء لا يدعو أحدا إلى هذه الأصول إلا بذكر الحجة والدليل. أقصى ما في الباب أنه تعالى ما حكى عن نوح تلك الدلائل في هذا المقام إلا أن تلك الدلائل لما كانت معلومة لم يكن إلى ذكرها حاجة في هذا المقام، فترك الله تعالى ذكر الدلائل لهذا السبب.
الفائدة الثانية: أنه عليه السلام ذكر أولا قوله: * (أعبدوا الله) * وثانيا قوله: * (ما لكم من إله غيره) * والثاني كالعلة للأول، لأنه إذا لم يكن لهم إله غيره كان كل ما حصل عندهم من وجوه النفع والإحسان والبر واللطف حاصلا من الله، ونهاية الإنعام توجب نهاية التعظيم، فإنما وجبت عبادة الله لأجل العلم بأنه لا إله إلا الله، ويتفرع على هذا البحث مسألة وهي: أنا قبل العلم بأن لا إله واحد أو أكثر من واحد لا نعلم أن المنعم علينا بوجوه النعم الحاصلة عندنا هو هذا أم ذاك؟ وإذا جهلنا ذلك فقد جهلنا من كان هو المنعم في حقنا. وحينئذ لا يحسن عبادته، فعلى هذا القول كان العلم بالتوحيد شرطا للعلم بحسن العبادة.
الفائدة الثالثة: في هذه الآية أن ظاهر هذه الآية يدل على أنه الإله هو الذي يستحق العبادة لأن قوله: * (أعبدوا الله ما لكم من إله غيره) * إثبات ونفي، فيجب أن يتواردا على مفهوم واحد حتى يستقيم الكلام، فكان المعنى اعبدوا الله ما لكم من معبود غيره، حتى يتطابق النفي والإثبات، ثم ثبت بالدليل أن الإله ليس هو المعبود وإلا لوجب كون الأصنام آلهة، وأن لا يكون الإله إلها في الأزل لأجل أنه في الأزل غير معبود، فوجب حمل لفظ الإله على أنه المستحق للعبادة.
واعلم أنهم اختلفوا في معنى قوله: * (إني أخاف عليكم) * هل هو اليقين، أو الخوف بمعنى الظن والشك. قال قوم: المراد منه الجزم واليقين، لأنه كان جازما بأن العذاب ينزل بهم إما في الدنيا وإما في
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) الآية 2
2 قوله تعالى (ثم آتينا موسى الكتاب تماما) 3
3 قوله تعالى (وهذا الكتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون) 4
4 قوله تعالى (أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا) الآية 5
5 قوله تعالى (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة) الآية 6
6 قوله تعالى (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا) الآية 7
7 قوله تعالى (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) الآية 8
8 قوله تعالى (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم) الآية 10
9 قوله تعالى (قل أغير الله أبغى ربا وهو رب كل شئ) الآية 11
10 قوله تعالى (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض) الآية 13
11 سورة الأعراف 14
12 قوله تعالى (المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه) الآية 14
13 قوله تعالى (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم) 17
14 قوله تعالى (وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا) الآية 19
15 قوله تعالى (فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا) الآية 21
16 قوله تعالى (فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين) 22
17 قوله تعالى (فلنقصن عليهم بعلم) الآية 23
18 قوله تعالى (والوزن يومئذ الحق) الآية 24
19 قوله تعالى (ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم) الآية 26
20 قوله تعالى (ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش) الآية 28
21 قوله تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم) 29
22 قوله تعالى (قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك) الآية 31
23 قوله تعالى (قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها) الآية 35
24 قوله تعالى (قال أنظرني إلى يوم يبعثون) 36
25 قوله تعالى (قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم) 37
26 قوله تعالى (ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم) الآية 40
27 قوله تعالى (قال أخرج منها مذؤوما مدحورا) الآية 43
28 قوله تعالى (ويا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة) الآية 44
29 قوله تعالى (فوسوس لهما الشيطان) الآية 45
30 قوله تعالى (فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما) 49
31 قوله تعالى (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا) الآية 50
32 قوله تعالى (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا) الآية 51
33 قوله تعالى (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة) 52
34 قوله تعالى (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا) الآية 55
35 قوله تعالى (قل أمر ربي بالقسط) الآية 57
36 قوله تعالى (فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة) الآية 59
37 قوله تعالى (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) الآية 60
38 قوله تعالى (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده) الآية 62
39 قوله تعالى (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر فيها وما بطن) الآية 65
40 قوله تعالى (ولكل أمة أجل) الآية 67
41 قوله تعالى (يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم) 68
42 قوله تعالى (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا) الآية 70
43 قوله تعالى (قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم) الآية 72
44 قوله تعالى (وقالت أولاهم لأخراهم) الآية 74
45 قوله تعالى (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها) الآية 75
46 قوله تعالى (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها) الآية 78
47 قوله تعالى (ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار) الآية 79
48 قوله تعالى (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار) الآية 83
49 قوله تعالى (وبينهما حجاب) الآية 86
50 قوله تعالى (ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم) الآية 91
51 قوله تعالى (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء) 92
52 قوله تعالى (ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى) الآية 94
53 قوله تعالى (هل ينظرون إلا تأويله) الآية 95
54 قوله تعالى (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض) الآية 96
55 قوله تعالى (ثم استوى على العرش) الآية 101
56 قوله تعالى (يغشى الليل والنهار يطلبه حثيثا) 117
57 قوله تعالى (والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره) الآية 118
58 قوله تعالى (الاله الخلق والامر) الآية 119
59 قوله تعالى (ادعوا ربكم تضرعا وخفية) 127
60 قوله تعالى (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) الآية 133
61 قوله تعالى (وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته) الآية 137
62 قوله تعالى (والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه) الآية 144
63 قوله تعالى (لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله) الآية 146
64 قوله تعالى (وقال الملا من قومه إنا لنراك في ضلال مبين) الآية 150
65 قوله تعالى (أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم) 151
66 قوله تعالى (وإلى عاد أخاهم هودا) الآية 154
67 قوله تعالى (قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة) 156
68 قوله تعالى (قال يا قوم ليس بي سفاهة) 157
69 قوله تعالى (قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده) 158
70 قوله تعالى (قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب) الآية 159
71 قوله تعالى (وإلى ثمود أخاهم صالحا) 161
72 قوله تعالى (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد) الآية 163
73 قوله تعالى (قال الملا الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا) الآية 164
74 قوله تعالى (فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم) الآية 165
75 قوله تعالى (فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في ديارهم جاثمين) الآية 166
76 قوله تعالى (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة) الآية 167
77 قوله تعالى (إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء) الآية 168
78 قوله تعالى (وما كان جواب قومه) الآية 170
79 قوله تعالى (فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين) الآية 171
80 قوله تعالى (والى مدين أخاهم شعيبا) 172
81 قوله تعالى (ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون) الآية 174
82 قوله تعالى (قال الملا الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب) 176
83 قوله تعالى (قد افترينا على الله كذبا) 177
84 قوله تعالى (وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله) الآية 178
85 قوله تعالى (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) الآية 180
86 قوله تعالى (وقال الملا الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا) 181
87 قوله تعالى (وما أرسلنا في قرية من نبي) 183
88 قوله تعالى (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات) 184
89 قوله تعالى (أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون) الآية 185
90 قوله تعالى (أو لم يهد الذين يرثون الأرض من بعد أهلها) الآية 186
91 قوله تعالى (وما وجدنا لأكثرهم من عهد) 188
92 قوله تعالى (ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملائه) 189
93 قوله تعالى (وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين) الآية 190
94 قوله تعالى (حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق) الآية 191
95 قوله تعالى (فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين) الآية 192
96 قوله تعالى (ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين) الآية 196
97 قوله تعالى (يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون) الآية 197
98 قوله تعالى (قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين) 198
99 قوله تعالى (يأتوك بكل ساحر عليم) 199
100 قوله تعالى (وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا) الآية 200
101 قوله تعالى (قالوا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون نحن الملقين) 201
102 قوله تعالى (فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم) الآية 203
103 قوله تعالى (وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك) الآية 204
104 قوله تعالى (فألقى السحرة ساجدين) 205
105 قوله تعالى (قالوا آمنا برب العالمين) 206
106 قوله تعالى (قال فرعون آمنتم به قبل ان آذن لكم) الآية 207
107 قوله تعالى (لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف) الآية 208
108 قوله تعالى (وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه) الآية 209
109 قوله تعالى (قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا) الآية 212
110 قوله تعالى (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات) 214
111 قوله تعالى (فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه) الآية 215
112 قوله تعالى (وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها) الآية 216
113 قوله تعالى (فأرسلنا عليهم الجراد والقمل والضفادع) الآية 217
114 قوله تعالى (ولما وقع عليهم الرجز) 219
115 قوله تعالى (فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم) 220
116 قوله تعالى (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر) 222
117 قوله تعالى (قال أغير الله أبغيكم إلها) 224
118 قوله تعالى (وإذ أنجيناكم من آل فرعون) 225
119 قوله تعالى (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة) 226
120 قوله تعالى (ولما جاء موسى لميقاتنا) 227
121 قوله تعالى (قال يا موسى إني اصطفيتك) 235
122 قوله تعالى (وكتبنا له في الألواح) الآية 236
123 قوله تعالى (سأريكم دار الفاسقين) الآية 238