* (قالوا أرجه وأخاه وأرسل فى المدآئن حاشرين * يأتوك بكل ساحر عليم * وجآء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين * قال نعم وإنكم لمن المقربين) *.
اعلم أن في الآية مسائل:
المسألة الأولى: قرأ نافع والكسائي * (ارجه) * بغير همز وكسر الهاء والإشباع، وقرأ عاصم وحمزة * (ارجه) * بغير الهمز وسكون الهاء. وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمر * (وأرجئه) * بالهمز وضم الهاء، ثم أن ابن كثير أشبع الهاء على أصله والباقون لا يشبعون. قال الواحدي: رحمه الله * (أرجه) * مهموز وغير مهموز لغتان يقال أرجأت الأمر وأرجيته إذا أخرته، ومنه قوله تعالى: * (وآخرون مرجون) * (التوبة: 106) * (وترجى من تشاء) * (الأحزاب: 51) قرىء في الآيتين باللغتين، وأما قراءة عاصم وحمزة بغير الهمز، وسكون الهاء. فقال الفراء: هي لغة العرب يقفون على الهاء المكني عنها في الوصل إذا تحرك ما قبلها وأنشد. فيصلح اليوم ويفسده غدا قال وكذلك يفعلون بهاء التأنيث فيقولون: هذه طلحة قد أقبلت، وأنشد. لما رأى أن لا دعه ولا ثم قال الواحدي: ولا وجه لهذا عند البصريين في القياس. وقال الزجاج: هذا شعر لا نعرف قائله، ولو قاله شاعر مذكور لقيل له أخطأت.
المسألة الثانية: في تفسير قوله: * (أرجه) * قولان: الأول: الإرجاء التأخير فقوله: * (أرجه) * أي أخره. ومعنى أخره: أي أخر أمره ولا تعجل في أمره بحكم، فتصير عجلتك حجة عليك، والمقصود أنهم حاولوا معارضة معجزته بسحرهم، ليكون ذلك أقوى في إبطال قول موسى عليه السلام.
والقول الثاني: وهو قول الكلبي وقتادة * (أرجه) * احبسه. قال المحققون هذا القول ضعيف لوجهين: الأول: أن الإرجاء في اللغة هو التأخير لا الحبس، والثاني: أن فرعون ما كان قادرا