وجوابه: إن ذلك من تعبدات الشرع وتحكماته.
السؤال الرابع: أنه يجب في مقابلة تفويت أكثر كل واحد من الأعضاء دية كاملة، ثم إذا قتله وفوت كل الأعضاء، وجبت دية واحدة، وذلك يمتنع القول من رعاية المماثلة.
جوابه: أنه من باب تحكمات الشريعة. والله أعلم.
قوله تعالى * (قل إننى هدانى ربى إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) *.
اعلم أنه تعالى لما علم رسوله أنواع دلائل التوحيد، والرد على القائلين بالشركاء والأنداد والأضداد وبالغ في تقرير إثبات التوحيد، والرد على القائلين بالشركاء والأنداد والأضداد، وبالغ في تقرير إثبات التوحيد والنافين للقضاء والقدر، ورد على أهل الجاهلية في أباطيلهم، أمره أن يختم الكلام بقوله: * (إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم) * وذلك يدل على أن الهداية لا تحصل إلا بالله وانتصب دينا لوجهين: أحدهما: على البدل من محل صراط لأن معناه هداني ربي صراطا مستقيما كما قال: * (ويهديك صراطا مستقيما) * (الفتح: 2) والثاني: أن يكون التقدير الزموا دينا، وقوله: فيما قال صاحب " الكشاف " القيم فيعل من قام كسيد من ساد وهو أبلغ من القائم، وقرأ أهل الكوفة قيما مكسورة القاف خفيفة الياء قال الزجاج: هو مصدر بمعنى القيام كالصغر والكبر والحول والشبع، والتأويل دينا ذا قيم ووصف الدين بهذا الوصف على سبيل المبالغة، وقوله: * (ملة إبراهيم حنيفا) * فقوله: * (ملة) * بدل من قوله: * (دينا قيما) * وحنيفا منصوب على الحال من إبراهيم، والمعنى هداني ربي وعرفني ملة إبراهيم حال كونها موصوفة بالحنيفية، ثم قال في صفة إبراهيم: * (وما كان من المشركين) * والمقصود منه الرد على المشركين.
قوله تعالى * (قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) *.
اعلم أنه تعالى كما عرفه الدين المستقيم عرفه كيف يقوم به ويؤديه فقوله: * (قل إن صلاتي ونسكي