رجل جهم الوجه غليظه، وسميت بهذا لغلظ أمرها في العذاب. قال المفسرون: المراد من هذه الآية الأخبار عن إحاطة النار بهم من كل جانب، فلهم منها غطاء ووطاء، وفراش ولحاف.
المسألة الثانية: لقائل أن يقول: إن غواش، على وزن فواعل، فيكون غير منصرف، فكيف دخله التنوين؟ وجوابه على مذهب الخليل وسيبويه إن هذا جمع، والجمع أثقل من الواحد، وهو أيضا الجمع الأكبر الذي تتناهى الجموع إليه، فزاده ذلك ثقلا، ثم وقعت الياء في آخره وهي ثقيلة، فلما اجتمعت فيه هذه الأشياء خففوها بحذف يائه، فلما حذفت الياء نقص عن مثال فواعل، وصار غواش بوزن جناح، فدخله التنوين لنقصانه عن هذا المثال.
أما قوله: * (وكذلك نجزي الظالمين) * قال ابن عباس: يريد الذين أشركوا بالله واتخذوا من دونه إلها وعلى هذا التقدير: فالظالمون ههنا هم الكافرون. (42) * (والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون * ونزعنا ما فى صدورهم من غل تجرى من تحتهم الانهار وقالوا الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله لقد جآءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون) *.
اعلم أنه تعالى لما استوفى الكلام في الوعيد أتبعه بالوعد في هذه الآية، وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى: اعلم أن أكثر أصحاب المعاني على أن قوله تعالى: * (لا نكلف نفسا إلا وسعها) * اعتراض وقع بين المبتدأ والخبر والتقدير * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) * (البقرة: 82) وإنما حسن وقوع هذا الكلام بين المبتدأ والخبر، لأنه من جنس هذا الكلام،