فإن قيل: لما أخبر عنهم بأنهم كانوا مكذبين بآيات الله لزم القطع بأنهم ما كانوا مؤمنين، فما الفائدة في قوله بعد ذلك: * (وما كانوا مؤمنين) *.
قلنا: معناه أنهم مكذبون، وعلم الله منهم أنهم لو بقوا لم يؤمنوا أيضا، ولو علم تعالى أنهم سيؤمنون لأبقاهم.
* (وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جآءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم ءاية فذروها تأكل فى أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم * واذكروا إذ جعلكم خلفآء من بعد عاد وبوأكم فى الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا ءالآء الله ولا تعثوا فى الارض مفسدين) *.
اعلم أن هذا هو القصة الثالثة، وهو قصة صالح.
أما قوله: * (وإلى ثمود) * فالمعنى * (ولقد أرسلنا نوحا) * (الأعراف: 59) * (إلى عاد أخاهم هودا) * (الأعراف: 65) * (إلى ثمود أخاهم صالحا) * (هود: 61) وفيه مسائل:
المسألة الأولى: قال أبو عمرو بن العلاء: سميت ثمودا لقلة مائها من الثمد، وهو الماء القليل، وكانت مساكنهم الحجر بين الحجاز والشام. وإلى وادي القرى، وقيل سميت ثمود لأنه اسم أبيهم الأكبر وهو ثمود بن عاد بن إرم بن سام بن نوع عليه السلام.
المسألة الثانية: قرىء * (وإلى ثمود) * يمنع التصرف بتأويل القبيلة * (وإلى ثمود) * بالصرف بتأويل الحي أو باعتبار الأصل لأنه اسم أبيهم الأكبر، وقد ورد القرآن بهما صريحا. قال تعالى: * (ألا إن ثمودا كفروا ربهم ألا بعدا لثمود) * (هود: 68).