كان صغيرا أو كبيرا. وتاسعها: أنه ما المراد من قوله: * (فتكونا من الظالمين) * وهل يلزم من كونه ظالما بهذا القربان الدخول تحت قوله تعالى: * (ألا لعنة الله على الظالمين) * (هود: 18)، وعاشرها: أن هذه الواقعة وقعت قبل نبوة آدم عليه السلام أو بعدها، فهذه المسائل العشرة قد سبق تفصيلها وتقريرها في سورة البقرة فلا نعيدها، والذي بقي علينا من هذه الآية حرف واحد، وهو أنه تعالى قال في سورة البقرة: * (وكلا منها رغدا) * (البقرة: 35) بالواو، وقال ههنا: * (فكلا) * بالفاء فما السبب فيه، وجوابه من وجهين: الأول: أن الواو تفيد الجمع المطلق، والفاء تفيد الجمع على سبيل التعقيب، فالمفهوم من الفاء نوع داخل تحت المفهوم من الواو، ولا منافاة بين النوع والجنس، ففي سورة البقرة ذكر الجنس وفي سورة الأعراف ذكر النوع.
* (فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين * وقاسمهمآ إني لكما لمن الناصحين * فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهمآ ألم أنهكما عن تلكم الشجرة وأقل لكمآ إن الشيطان لكما عدو مبين) *.
يقال: وسوس إذا تكلم كلاما خفيا يكرره، وبه سمي صوت الحلي وسواسا وهو فعل غير متعد كقولنا: ولولت المرأة، وقولنا: وعوع الذئب، ورجل موسوس بكسر الواو ولا يقال موسوس بالفتح، ولكن موسوس له وموسوس إليه، وهو الذي يلقي إليه الوسوسة، ومعنى وسوس له فعل الوسوسة لأجله ووسوس إليه ألقاها إليه، وههنا سؤالات:
السؤال الأول: كيف وسوس إليه وآدم كان في الجنة وإبليس أخرج منها.