حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج: فلا تخشوهم واخشون: فلا تخشوهم أن يظهروا عليكم.
القول في تأويل قوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم.
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: يعني جل ثناؤه بقوله: اليوم أكملت لكم دينكم: اليوم أكملت لكم أيها المؤمنون فرائضي عليكم وحدودي، وأمري إياكم ونهيي، وحلالي وحرامي، وتنزيلي من ذلك ما أنزلت منه في كتابي، وتبياني ما بينت لكم منه بوحيي على لسان رسولي، والأدلة التي نصبتها لكم على جميع ما بكم الحاجة إليه من أمر دينكم، فأتممت لكم جميع ذلك، فلا زيادة فيه بعد هذا اليوم. قالوا: وكان ذلك في يوم عرفة، عام حج النبي (ص) حجة الوداع. وقالوا: لم ينزل على النبي (ص) بعد هذه الآية شئ من الفرائض ولا تحليل شئ ولا تحريمه، وإن النبي (ص) لم يعش بعد نزول هذه الآية إلا إحدى وثمانين ليلة. ذكر من قال ذلك:
حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: اليوم أكملت لكم دينكم وهو الاسلام، قال: أخبر الله نبيه (ص) والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الايمان فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا، وقد أتمه الله عز ذكره فلا ينقصه أبدا، وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا.
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قوله: اليوم أكملت لكم دينكم هذا نزل يوم عرفة، فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام، ورجع رسول الله (ص) فمات، فقالت أسماء بنت عميس: حججت مع رسول الله (ص) تلك الحجة، فبينما نحن نسير إذ تجلى له جبريل (ص) على الراحلة، فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن، فبركت، فأتيته فسجيت عليه برداء كان علي.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال:
مكث النبي (ص) بعد ما نزلت هذه الآية إحدى وثمانين ليلة، قوله: اليوم أكملت لكم دينكم.
حدثنا سفيان، قال: ثنا ابن فضيل، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، قال:
لما نزلت: اليوم أكملت لكم دينكم وذلك يوم الحج الأكبر، بكى عمر، فقال له