عن أبيه، عن ابن عباس: * (إن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله) * قال: الكلمة التي صدق بها عيسى.
حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قال: لقيت أم يحيى أم عيسى، وهذه حامل بيحيى وهذه حامل بعيسى، فقالت امرأة زكريا: يا مريم استشعرت أني حبلى، قالت مريم: استشعرت أني أيضا حبلى. قالت امرأة زكريا: فإني وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك. فذلك قوله: * (مصدقا بكلمة من الله) *.
حدثني محمد بن سنان، قال: ثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد، عن الحسن في قول الله: * (إن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله) * قال: مصدقا بعيسى ابن مريم.
وقد زعم بعض أهل العلم بلغات العرب من أهل البصرة أن معنى قوله: * (مصدقا بكلمة من الله) * بكتاب من الله، من قول العرب: أنشدني فلان كلمة كذا، يراد به قصيدة كذا. جهلا منه بتأويل الكلمة، واجتراء على ترجمة القرآن برأيه.
القول في تأويل قوله تعالى: * (وسيدا) *.
يعني بقوله جل ثناؤه: * (وسيدا) *: وشريفا في العلم والعبادة، ونصب السيد عطفا على قوله مصدقا.
وتأويل الكلام: إن الله يبشرك بيحيى مصدقا بهذا وسيدا، والسيد: الفيعل، من قول القائل: ساد يسود. كما:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: * (وسيدا) *: إي والله، لسيد في العبادة والحلم والعلم والورع.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مسلم، قال: ثنا أبو هلال، قال: ثنا قتادة في قوله:
* (وسيدا) * قال: السيد لا أعلمه إلا قال في العلم والعبادة.
حدثت عن عمار، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن قتادة، قال:
السيد: الحليم.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير: * (وسيدا) * قال: الحليم.