(وأما قوله: * (بيحيى) * فإنه اسم أصله يفعل، من قول القائل: حي فلان فهو يحيا، وذلك إذا عاش فيحيى يفعل من قولهم حيي. وقيل: إن الله جل ثناؤه سماه بذلك لأنه يتأول اسمه أحياه بالايمان. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: * (أن الله يبشرك بيحيى) * يقول: عبد أحياه الله بالايمان.
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن قتادة قوله: * (أن الله يبشرك بيحيى) * قال: إنما سمي يحيى، لان الله أحياه بالايمان.
القول في تأويل قوله تعالى: * (مصدقا بكلمة من الله) *.
يعني بقوله جل ثناؤه: إن الله يبشرك يا زكريا بيحيى ابنا لك، * (مصدقا بكلمة من الله) * يعني بعيسى ابن مريم. ونصب قوله مصدقا على القطع من يحيى، لان مصدقا نعت له وهو نكرة، ويحيى غير نكرة.
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني عبد الرحمن بن الأسود الطفاوي، قال: ثنا محمد بن ربيعة، قال:
ثنا النضر بن عربي، عن مجاهد قال: قالت امرأة زكريا لمريم: إني أجد الذي في بطني يتحرك للذي في بطنك، قال: فوضعت امرأة زكريا يحيى، ومريم عيسى. ولذا قال:
* (مصدقا بكلمة من الله) * قال يحيى: مصدق بعيسى.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن الرقاشي في قول الله: * (يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله) * قال: مصدقا بعيسى ابن مريم.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا سليمان، قال: ثنا أبو هلال، قال: ثنا قتادة في قوله: * (مصدقا بكلمة من الله) * قال: مصدقا بعيسى.