دونكم هذه النذيرة فإني حررتها وهي ابنتي، ولا يدخل الكنيسة حائض، وأنا لا أردها إلى بيتي! فقالوا: هذه ابنة إمامنا - وكان عمران يؤمهم في الصلاة - وصاحب قربانهم. فقال زكريا: ادفعوها إلي فإن خالتها عندي! قالوا: لا تطيب أنفسنا هي ابنة إمامنا. فذلك حين اقترعوا فاقترعوا بأقلامهم عليها، بالأقلام التي يكتبون بها التوراة، فقرعهم زكريا فكفلها.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال:
أخبرني يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: جعلها زكريا معه في محرابه، قال الله عز وجل: * (وكفلها زكريا) *. قال حجاج: قال ابن جريج: الكاهن في كلامهم: العالم.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: * (وكفلها زكريا) * بعد أبيها وأمها، يذكرها باليتم. ثم قص خبرها وخبر زكريا.
حدثنا المثنى، قال: ثنا الحماني، قال: ثنا شريك، عن عطاء، عن سعيد بن جبير قوله: * (وكفلها زكريا) * قال: كانت عنده.
حدثني علي بن سهل، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير قوله: * (وكفلها زكريا) * قال: جعلها زكريا معه في محرابه.
حدثني محمد بن سنان، قال: ثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد، عن الحسن في قوله: * (فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا) * وتقارعها القوم، فقرع زكريا، فكفلها زكريا.
وقال آخرون: بل كان زكريا بعد ولادة حنة ابنتها مريم كفلها بغير اقتراع ولا استهام عليها ولا منازعة أحد إياه فيها. وإنما كفلها لان أمها ماتت بعد موت أبيها وهي طفلة، وعند زكريا خالتها إيشاع ابنة فاقوذ، وقد قيل: إن اسم أم يحيى خالة عيسى: أشيع.
حدثنا بذلك القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني وهب بن سليمان، عن شعيب الحياني أن اسم أم يحيى: أشيع.