حدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يحدث، قال: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: * (منه آيات محكمات) * يعني:
الناسخ الذي يعمل به، * (وأخر متشابهات) * يعني المنسوخ، يؤمن به ولا يعمل به.
حدثني أحمد بن حازم، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سلمة، عن الضحاك: * (منه آيات محكمات) * قال: ما لم ينسخ، * (وأخر متشابهات) * قال: ما قد نسخ.
وقال آخرون: المحكمات من آي الكتاب: ما أحكم الله فيه بيان حلاله وحرامه، والمتشابه منها: ما أشبه بعضه بعضا في المعاني وإن اختلفت ألفاظه. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: * (منه آيات محكمات) * ما فيه من الحلال والحرام وما سوى ذلك، فهو متشابه يصدق بعضه بعضا، وهو مثل قوله: * (وما يضل به إلا الفاسقين) *، ومثل قوله: * (كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون) *،، ومثل قوله:
* (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) *.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. مثله.
وقال آخرون: المحكمات من آي الكتاب: ما لم يحتمل من التأويل غير وجه واحد، والمتشابه منها: ما احتمل من التأويل أوجها. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: ثني محمد بن جعفر بن الزبير: * (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات) * فيهن حجة الرب، وعصمة العباد، ودفع الخصوم والباطل، ليس لها تصريف ولا تحريف عما وضعت عليه. وأخر متشابهة في الصدق، لهن تصريف وتحريف وتأويل، ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام، لا يصرفن إلى الباطل ولا يحرفن عن الحق.