وربوة بكسر الراء، وبها قرأ فيما ذكر ابن عباس. وغير جائز عندي أن يقرأ ذلك إلا بإحدى اللغتين: إما بفتح الراء، وإما بضمها، لان قراءة الناس في أمصارهم بإحداهما.
وأنا لقراءتها بضمها أشد إيثارا مني بفتحها، لأنها أشهر اللغتين في العرب، فأما الكسر فإن في رفض القراءة به دلالة واضحة على أن القراءة به غير جائزة. وإنما سميت الربوة لأنها ربت فغلظت وعلت، من قول القائل: ربا هذا الشئ يربو: إذا انتفخ فعظم.
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: * (كمثل جنة بربوة) * قال: الربوة: المكان الظاهر المستوي.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، قال: قال مجاهد: هي الأرض المستوية المرتفعة.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: * (كمثل جنة بربوة) * يقول: بنشز من الأرض.
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك: * (كمثل جنة بربوة) * والربوة: المكان المرتفع الذي لا تجري فيه الأنهار والذي فيه الجنان.
حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي قوله:
* (بربوة) * برابية من الأرض.
حدثت عن عمار، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: * (كمثل جنة بربوة) * والربوة النشز من الأرض.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، قال: قال ابن جريج، قال ابن عباس: * (كمثل جنة بربوة) * قال: المكان المرتفع الذي لا تجري فيه الأنهار.
وكان آخرون يقولون: هي المستوية. ذكر من قال ذلك:
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الحسن في قوله: * (كمثل جنة بربوة) * قال: هي الأرض المستوية التي تعلو فوق المياه.