العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم (54)).
القراءة: قرأ أبو عمرو: وبارئكم، ويأمركم، وينصركم، باختلاس الحركة. وروي عنه السكون أيضا. والباقون: بغير اختلاس، ولا تخفيف.
الحجة: قال أبو علي: حروف المعجم على ضربين: ساكن ومتحرك، والساكن علي ضربين أحدهما ما أصله السكون في الاستعمال والآخر ما أصله الحركة. فما أصله الحركة يسكن على ضربين أحدهما أن تكون حركة بناء والآخر أن تكون حركة إعراب وحركة البناء تسكن على ضربين أحدهما أن يكون الحرف المسكن من كلمة مفردة نحو فخذ وسبع وابل وضرب وعلم.
فمن خفف قال: فخذ وسبع وإبل وضرب وعلم. والآخر أن يكون من كلمتين فيسكن على تشبيه المنفصل بالمتصل نحو قراءة من قرأ ويخش الله ويتقه ومنه قول العجاج: (فبات منتصبا وما تكردسا). ألا ترى أن تقه من يتقه مثل كتف، ومنه قول الشاعر: (قالت سليمى اشتر لنا سويقا). ولا خلاف في تجويز إسكان حركة البناء في نحو ما ذكرناه من قول العرب والنحويين. وأما حركة الإعراب فمختلف في تجويز إسكانها فمن الناس من يقول إن إسكانها لا يجوز من حيث كان علما للإعراب. وأما سيبويه فيجوز ذلك (1) لا يفصل بين القبيلتين. وروى قول امرئ القيس:
فاليوم أشرب غير مستحقب * إثما من الله، ولا واغل وقول الآخر: (وقد بدا هنك من الميزر) ومن هذا النحو قول جرير:
سيروا بني العم فالأهواز منزلكم، * ونهر تيري، ولا تعرفكم العرب فشبه ما يدخل على المعرب بما يدخل على المبني، كما شبهوا حركات البناء بحركات الإعراب فمن ثم أدغم نحو: رد وفر وعض. كما أدغموا نحو: يرد ويفر ويعض. واعلم أن الحركات التي تكون للبناء والإعراب قد يستعملون في الضمة والكسرة منها الاختلاس والتخفيف، كما يستعملون الإشباع والتمطيط. فأما الفتحة فليس فيها الإشباع فقط، ولم يخفف نحو جبل كما خفف مثل سبع وكتف. وعلى