من بعده، وأنه يخرج فيكم فما خفى عليكم من شأنه فليس يخفى عليكم! إن ربكم ليس على ما يخفى عليكم ثلاثا! إن ربكم ليس بأعور، وإنه أعور عين اليمنى كأن عينه عنية طافية، ألا إن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد ثلاثا ويلكم أو يحكم انظروا: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض.
وقال ابن حجر في شرح هذا الحديث: ذكر الخطبة في حجة الوداع جماعة من الصحابة ولم يذكر أحد منهم قصة الدجال فيها إلا ابن عمر ولعل ابن حجر قد فاته أن ابن عمر هذا أحد تلاميذ كعب الأحبار.
وهاك حديثا غريبا آخر في الدجال.
في الصحيحين من حديث أنس بن مالك عن النبي أنه ذكر الدجال فقال:
إلا أنه أعور وإن ربكم ليس بأعور.
وقال الفخر الرازي في " أساس التقديس " عند الكلام على هذا الحديث:
إن هذا الخبر مشكل لأن ظاهره يقضي أن النبي أظهر الفرق بين الإله تعالى وبين الدجال بكون الدجال أعور! وكون الله تعالى ليس بأعور! وذلك بعيد.
وخبر الواحد إذا بلغ هذه الدرجة في ضعف المعنى وجب أن يعتقد أن الكلام كان مسبوقا بمقدمة لو ذكرت لزال هذا الإشكال.
وهناك أحاديث أخرى عن هذا الدجال أعرضنا عن ذكرها وكلها مرفوعة إلى النبي.. ولكي يمكنوا لهذه العقيدة في عقول المسلمين، أوردوا حديثا عن النبي بأن " من كذب بالمهدي فقد كفر، ومن كذب بالدجال فقد كفر " (1).