أما الشمس فإنها تغيب في " ثأط " والثأط الطين. وقال مرة أخرى: تغيب في طينة سوداء.
ويروى أن ابن عباس وعمرو بن العاص اختلفا في قراءة هذه الآية " في عين حمئة " وارتعفا إلى (1) كعب الأحبار في ذلك.
وأخرج ابن خيثمة عن قتادة قال: بلغ حذيفة أن كعبا يقول: إن السماء تدور على قطب كالرحى فقال: كذب كعب، إن الله يقول: " يمسك السماوات والأرض أن تزولا (2) ".
وذكر الحافظ ابن حجر أن كعب الأحبار روى، أن باب السماء الذي يقال له " مصعد الملائكة " يقابل بيت المقدس (3) فأخذ منه بعض العلماء أن الحكمة في الأسراء إلى بيت المقدس قبل العروج، ليحصل العروج مستويا. من غير تعويج...
وهكذا تنفذ الإسرائيليات إلى معتقداتنا، وقال ابن حجر بعد أن أورد تلك الخرافة: وفيه نظر لورود أن في كل سماء بيتا معمورا، وأن الذي في سماء الدنيا حيال الكعبة، وكان من المناسب أن يصعد من مكة ليصل إلى البيت المعمور بغير تعويج! لأنه صعد من سماء إلى سماء إلى البيت المعمور!!
وروى كعب أن في الجنة ملكا لو شئت أن أسميه لسميته، يصوغ لأهل الجنة الحلي منذ خلقه الله إلى يوم القيامة، لو أبرز قلب منها (أي سوار) لرد شعاع الشمس، كما ترد الشمس شعاع القمر.
ومما يدلك على أن الصحابة كانوا يرجعون إليه حتى فيما هو من علمهم وبخاصة عندما قال: " ما من شئ إلا وهو مكتوب في التوراة "، أن أبا عبد الرحمن محمد ابن الحسين النيسابوري ذكر أن عمر قال لكعب - وقد ذكر الشعر - يا كعب هل تجد للشعر ذكرا في التوراة؟ فقال كعب: أجد في التوراة قوما من ولد إسماعيل