عليك سلام من أمير وباركت يد الله في ذاك الأديم الممزق قضيت أمورا ثم غادرت بعدها بوائج في أكمامها لم تفتق فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق أبعد قتيل بالمدينة أظلمت له الأرض تهتز العضاه بأسوق البوائج: البوائق الأكمام: الأغطية، حمعكم أي كانت الفتن في أيامك مستورة فانكشفت الأسوق: حمع ساق أنكر على الشجر اخضرارها واهتزازها، أي كان يجب ان تجف وتذهب رطوبتها بموته [بال]: الأحنف رضي الله تعالى عنه نعى إ ليه شقيق بن ثور، فاسترجع وشق عليه، ونعى إلى حسكة الحبطي فما ألقى لذلك بالا فغضب من حضرة من بني تميم فقال: إن شقيقا كان رجلا حليما، فكنت أقول: إن وقعت فتنة عصم الله به قومه، إن حسكة كان رجلا مشيعا، فكنت أخشى أن تقع فتنة فيجر بني تميم إلى هلكة.
إلقاء البال للأمر: الاكتراث له، والاحتفال به.
قيل المشيع هنا: العجول من شيعت النار: إذا ألقيت عليها ما يذكيها، وليس يبعد أن يراد به الشجاع، وديدن الشجعان اقتحام المهالك، والتخفف إلى الحروب والفتن، وقلة تدبر العواقب، ولا يخلو من هذا دأبه أن يورط نفسه وقومه.
[بوك]: عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى رفع إليه رجل قال لرجل: إنك تبوكها - يعني امرأة ذكرها فأمر بضربه، فجعل الرجل يقول: أأضرب فلاطا.
وروى من وجه آخر: إن ابن أبي خنيس الزبيري ساب قريشا، فقال له: علام تبوك يتيمتك في حجرك؟ فكتب سليمان بن عبد الملك إلى ابن حزم: إن البوك. سفاد الحمار فاضربه الحد. فلما قدم ليضرب قال: إنا لله! اضرب فلاطا!
قال ابن حزم وكان لا يعرف الغريب، لا تعجلوا على أن يكون في هذا حد آخر.
الفلاط: المفاجأة، وأفلطه: فاجأه، لغة هذيلية، قال المنتخل الهذلي به أحمى المضاف إذا دعاني ونفسي ساعة الفزع الفلاط