الذال مع القاف ذقن عمر رضي الله عنه إن عمران بن سوادة أخا بنى ليث قال له: أربع خصال عاتبتك عليها رعيتك. فوضع عود الدرة، ثم ذقن عليها، وقال: هات، قال: ذكروا أنك حرمت العمرة في أشهر الحج. قال عمر: أجل إنكم إن اعتمرتم في أشهر حجكم رأيتموها مجزئة عن حجكم. فقرع حجكم، فكانت قائبة من قوب عامها، والحج بهاء من بهاء الله.
قال: وشكوا منك عنف السياق ونهر الرعية. قال: فنزع الدرة، ثم مسحها حتى أتى على سيورها، وقال: أنا زميل محمد في غزوة قرقرة الكدر، ثم إني والله لأرتع فأشبع وأسقى فأروي، وأضرب العروض، وأزجر العجول، وأذب قدري، وأسوق خطوى، وأرد اللفوت، وأضم العنود، وأكثر الزجر، وأقل الضرب، وأشهر بالعصا، وأدفع باليد، ولا ذلك لأغدرت.
يقال: ذقن على يده وعلى عصاه بالتشديد والتخفيف: إذا وضع ذقنه عليها.
أجل: تقع في جواب الخبر محققة له، يقال: لك: قد كان أو يكون كذا، فتقول:
أجل، ولا يصلح في جواب الاستفهام، وأما نعم فمحققة لكل كلام.
قرع حجكم، أي خلا من القوام به، من قولهم: أعوذ بالله من قرع الفناء وهو ألا يكون عليه غاشية وزوار، وأصله خلو الرأس من الشعر.
القائبة: البيضة المفرخة فاعلة بمعنى مفعولة من قبتها: إذا فلقتها، قوبا.
والقوب: الفرخ، ومنه المثل: تبرأت قائبه من قوب، يعنى أن مكة تخلو من الحجيج خلو القائبة.
انتصاب عامها إما بكانت، وإما بما يفهم من خبرها لأن المعنى: كانت خالية عامها.
من في قوله: " من بهاء الله " للتبعيض أو للتبيين.
العنف: ضد الرفق يقال: عنف به وعليه عنفا وعنافة، وهو في هذه الإضافة لا يخلو إما أن يكون قد أضاف العنف إلى السياق إضافة المصدر إلى فاعله كقولهم سوق عنيف.
وإما أن يريد عنفه في السياق فيضيف على سبيل الاتساع، كقوله عز وعلى (بل مكر الليل والنهار). سبأ: بمعنى بل مكركم فيهما.