خاتمة الطبعة الأولى (1) بسم الله الرحمن الرحيم بعد الحمد لله على ما هدانا إلى سبله والصلاة على سيد رسله وآله وأصحابه، كملة دينه ونبله.
يقول العبد العاصي خادم الطلبة ممنو الشيحن مبلو المحن عملوا لإثم في السر والعلن المدعو بمحمد حسن ابن محمد ظهور حسن الإسرائيلي نسبا، السنبل مسكنا، الكنعاني محتدا، الحنفي مذهبا، أذهب الله عنهما الحزن، وتفضل عليهما في كل زمن، مهنيا الطلاب الحق الصريح، من أكناه الحديث الصحيح أنعموا صباحا، وأبشروا رواحا، فقد ظلت أعناق الجماعة ممتدة إلى اقتناء كتاب يجمع إلى السنة، فقه الحديث ويميز الطيب من القول، من الخبيث، يفحص عن عوارض المتون والأسانيد، ويشد المراسيل بالمسانيد، ويوفق بين السنن المتدافعة الظواهر، ويجمع بين المرفوعات والموقوفات بالحجج القواهر، ويستوعب طرق الخبر، ويحيط بوجوه الأثر، ويبلغ المجهود في اقتباس القول الصحيح من بين اجتهادات الأئمة الأخيار، ويخلص منه الاخبار إلى الآثار، ويستنير منه مباني المسك النقي المنيف ومأخذ الحنفي، مما يعود به مطاعن المخالفة هباءا منثورا، مناديا به الحنفية لطاعنيها " وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا ".
ومع ذلك يكون مستندا إلى مستند من قدماء موابذة الاجتهاد، ومعتمدا مشار إليه من جهابذة النقاد فقد قضى الاستقراء الصحيح بحصر ذلك في " شرح معاني الآثار " لامام المشايخ الكبار، ورأس المحدثين الأبرار لمكان زوايا السنن الهاوي، وأعماق مباديها الحاوي الامام الحافظ الحجة الثبت الثقة أبي جعفر الطحاوي عديم المساهم المساوي، رحمه الله، على ما نزهه عن المشائن والمساوي.
وهذا الكتاب، قلما يوجد نظيره، فإنه كما أنه كتاب الحديث، كذلك كتاب فقه الاخبار، بالكشف الحثيث، جرى فيه بحر الآثار، ثم بحر الاجتهاد والتفقه بالأنظار، أجراهما يتموجان يتلاطمان " مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان ".
وله فيه أنظار نظرة في فقه الحديث والخبر ونظرة في طرق الاحتجاج بمتن واحد على معان جمة، بتمشية الفكر.
ونظرة في مجيئه من طرق ووجوه كثيرة، ونظرة في وجوه لطيفة، للجمع بين الاخبار الشهيرة.
ونظرة في استخراج القول الصحيح من الأقوال بالاجتهاد، ونظرة في صحة الحديث، وحسنه، وضعفه، في المتن والاسناد.
هامس) 1) أثبتنا خاتمة الطبعة الأولى لما حوته من الفوائد التي تبين ما امتاز به هذا الكتاب وما أحرزه الامام الطحاوي من المكانة العالية بين أئمة الفقهاء والمحدثين الأبرار.