فقد يحتمل أن يكون ذلك العلاق كان مكروها في نفسه لأنه كتب فيه ما لا يحل كتابته فكرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك لا لغيره وقد روى في ذلك أيضا ما حدثنا يونس قال ثنا ابن وهب قال أخبرني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن بكر بن سوادة عن رجل من صدا قال اتينا النبي صلى الله عليه وسلم اثنا عشر رجلا فبايعناه وترك رجلا منا لم يبايعه فقلنا بايعه يا نبي الله فقال لن بايعه حتى ينزع الذي عليه إنه من كان منا مثل الذي عليه كان مشركا ما كانت عليه فنظرنا فإذا في عضده سير من لحى شجرة أو شئ من الشجرة حدثنا إبراهيم بن منقذ قال ثنا المقرئ عن حياة قال أخبرني خالد بن عبيد قال سمعت مشرح بن هاعان يقول سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا أودع الله له حدثنا يونس قال ثنا ابن وهب أن مالكا أخبره عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم أن أبا بشر الأنصاري أخبره أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره قال عبد الله بن أبي بكر حسبت أنه قال والناس في مبيتهم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا ألا لا يبقين في عنق بعير قلادة ولا وتر إلا قطعت قال مالك أرى ذلك من العين فكان ذلك عندنا والله أعلم ما علق قبل نزول البلاء ليدفع وذلك مالا يستطيعه غير الله عز وجل فنهى عن ذلك لأنه شرك فأما ما كان بعد نزول البلاء فلا بأس لأنه علاج وقد روى هذا الكلام بعينه عن عائشة رضي الله عنها حدثنا يونس قال ثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث رضي الله عنه وابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن القاسم بن محمد أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت ليست بتميمة ما علق بعد أن يقع البلاء حدثنا ابن مرزوق قال ثنا أبو الوليد عن عبد الله بن المبارك عن طلحة بن أبي سعيد أو سعد عن بكير فذكر بإسناده مثله فقد يحتمل أيضا ان يكون الكي نهيه عنه إذا فعل قبل نزول البلاء وأبيح إذا فعل بعد نزول البلاء لان ما فعل بعد نزول البلاء فإنما هو علاج
(٣٢٥)