فذهب بنا إلى منزله وعنده أربعة أعنز فقال يا مقداد احلبهن وجزء اللبن لكل اثنين جزءا وذكر حديث طويلا حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا حجاج قال ثنا حماد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المقداد بن عمرو قال قدمت المدينة أنا وصاحب لي ثم ذكر مثله أفلا ترى أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يضيفوهم وقد بلغت بهم الحاجة إلى ما ذكر في هذا الحديث ثم لم يعنفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك فدل ما ذكرنا على نسخ ما كان أوجب على الناس من الضيافة وقد ذكرنا فيما تقدم من كتابنا هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مال المسلم على المسلم كحرمة دمه وقد حدثنا ربيع قال ثنا أسد قال بن أبي ذئب عن عبد الله بن السائب عن أبيه عن جده أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يأخذ أحدكم متاع صاحبه لاعبا ولا جادا وإذا أخذ أحدكم عصا أخيه فليردها إليه وقد عمل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضيافة بما حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو داود قال ثنا أبان بن يزيد العطار قال ثنا يحيى بن أبي كثير قال ثنا عبد الرحمن مولى سعد بن أبي وقاص قال كنت مع سعد بن أبي وقاص في سفر فآوانا الليل إلى قرية دهقان وإذا الإبل عليها أحمالها فقال لي سعد إن كنت تريد أن تكون مسلما حقا فلا تأكل منها شيئا فبتنا جائعين فهذا سعد يقول إن سرك أن تكون مسلما حقا فلا تأكل منها شيئا فلا يكون ذلك إلا وقد ثبت عنده حقيقة علمه به إذ كان عنده من أمور الاسلام ولم يأخذ أهل القرية بحق الضيافة فذلك دليل أنه لم تكن حينئذ الضيافة واجبة والله سبحانه وتعالى أعلم باب لبس الحرير حدثنا فهد قال ثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث بن سعد عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمت عليه أقبية فبلغ ذلك أبي مخرمة فقال يا بني إنه قد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمت عليه أقبية فهو يقسمها فاذهب بنا إليه قال فذهبنا فوجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزله فقال لي أبي يا بني أدع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المسور فأعظمت ذلك وقلت أدعو لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا بني إنه ليس بجبار
(٢٤٣)