باب أكل الضباب حدثنا محمد بن الحجاج بن سليمان الحضرمي قال ثنا الخصيب بن ناصح قال ثنا يزيد بن عطاء عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن حسنة قال نزلنا أرضا كثيرة الضباب فأصابتنا مجاعة فطبخنا منها فإن القدور لتغلي بها إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا فقلنا ضباب أصبناها فقال إن أمة من بني إسرائيل مسخت دواب في الأرض وإني أخشى أن تكون هذه فأكفئوها حدثنا فهد قال ثنا عمر بن حفص قال ثنا أبي قال ثنا الأعمش قال ثنا زيد بن وهب الجهني قال ثنا عبد الرحمن بن حسنة رضي الله عنه ثم ذكر مثله قال أبو جعفر فذهب قوم إلى تحريم لحوم الضباب لأنهم لم يأمنوا أن تكون ممسوخة واحتجوا في ذلك بهذا الحديث وخالفهم في ذلك آخرون فلم يروا بها بأسا وكان من الحجة لهم في ذلك أن حصينا قد روى هذا الحديث عن زيد بن وهب على خلاف هذا المعنى الذي رواه الأعمش عليه حدثنا فهد قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا محمد بن فضيل عن حصين عن زيد بن وهب عن ثابت بن زيد الأنصاري رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصاب الناس ضبابا فاشتووها فأكلوها فأصبت منها ضبا فشويته ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ جريدة فجعل يعد بها أصابعه فقال إنه أمة من بني إسرائيل مسخت دواب في الأرض وإني لا أدري لعلها هي فقلت إن الناس قد اشتووها فأكلوها فلم يأكل ولم ينه حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا أبو الوليد قال ثنا أبو عوانة عن حصين فذكر بإسناده مثله غير أنه قال ثابت بن وديعة قال أبو جعفر ففي هذا الحديث خلاف ما في الحديث الأول لان في هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينههم عن أكلها وقد خشي في هذا الحديث أن يكون ممسوخا كما خشي في الحديث الأول غير أنه قد يجوز أن يكون ترك النهي لأنهم كانوا في مجاعة على ما في حديث الأعمش فأباح ذلك لهم للضرورة ثم رجعنا إلى ما في ذلك أيضا سوى هذين الحديثين فإذا إبراهيم بن مرزوق قد حدثنا قال ثنا أبو الوليد وعفان قال ثنا أبو عوانة قال ثنا عبد الملك بن عمير عن حصين رجل من بني فزارة قال أخبرني
(١٩٧)