ثم أردنا أن ننظر في تلك الرقي كيف هي فإذا عوف بن مالك حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك أيضا أنه لا بأس بها ما لم يكن شرك وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا ما حدثنا ابن أبي داود قال ثنا الحماني قال ثنا عبد الواحد بن زياد قال ثنا عثمان بن حكيم قال حدثتني الرباب قالت سمعت سهل بن حنيف يقول مررنا بسيل فدخلنا نغتسل فخرجت منه وأنا محموم فنمى ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مروا أبا ثابت فليتعوذ فقلت يا سيدي إن الرقي صالحة فقال لا رقية إلا من ثلاثة من النظرة والحمة واللدغة فاحتمل أن يكون ما أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرقي هو التعوذ فأما قول سهل لا رقية إلا من ثلاث فيحتمل أن يكون علم ذلك من إباحة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نهيه المتقدم ولم يعلم ما سوى ذلك مما روينا عن غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص فيه حدثنا محمد بن علي بن داود قال ثنا عفان قال ثنا عبد الوارث قال ثنا عبدا لعزيز بن صهيب قال ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اشتكيت يا محمد قال نعم قال بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك من شر كل ذي نفس ونفس وعين الله يشفيك بسم الله أرقيك حدثنا ربيع المؤذن قال ثنا أسد قال ثنا معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد عن عبد الرحمن بن السائب بن أخي ميمونة قالت إن ميمونة قالت له ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بلى قالت بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك أذهب البأس رب الناس وأشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت فهذا وما أشبهه من الرقي لا بأس به وقد دل على ذلك أيضا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عوف لا بأس بالرقي ما لم يكن شرك فدل ذلك أن كل رقية لا شرك فيها فليست بمكروهة والله أعلم باب الحديث بعد العشاء الآخرة حدثنا عبد الغني بن رفاعة اللخمي قال ثنا عبد الرحمن بن زياد قال ثنا شعبة عن سيار بن سلامة قال دخلت مع أبي على أبي برزة فسمعته يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء الآخرة والحديث بعدها
(٣٢٩)