باب البول قائما حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا أبو عاصم ح وحدثنا فهد قال ثنا أبو نعيم قال ثنا سفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت ما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما منذ أنزل عليه القرآن قال أبو جعفر فكره قوم البول قائما واحتجوا في ذلك بهذا الحديث وخالفهم في ذلك آخرون فلم يروا به بأسا واحتجوا في ذلك بما حدثنا يونس قال ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن حذيفة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بال وهو قائم على سباطة قوم ثم أتى بوضوء فتوضأ ومسح على خفيه حدثنا أبو بكرة وابن مرزوق قالا ثنا سعيد بن عامر قال ثنا شعبة عن سليمان فذكر بإسناده مثله حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو الوليد قال ثنا أبو عوانة عن سليمان فذكر بإسناده مثله حدثنا أبو بكرة قال ثنا مؤمل قال ثنا سفيان الثوري قال ثنا منصور عن أبي وائل عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ففي هذا الحديث إباحة البول قائما وهذا أولى مما ذكرنا قبله عن عائشة لان حديث عائشة إنما فيه من حدثك أن رسول الله بال قائما بعد ما أنزل عليه القرآن فلا تصدقه أي أن القرآن لما نزل عليه أمر فيه بالطهارة واجتناب النجاسة والتحرز منها فلما رأت عائشة ذلك وعلمت تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر الله وكان الأغلب عندها أن من بال قائما لا يكاد يسلم من إصابة البول ثيابه وبدنه قالت ذلك وليس فيه حكاية منها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوافق ذلك ثم جاء حذيفة فأخبر أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد نزول القرآن عليه يبول قائما فثبت بذلك إباحة البول قائما إذا كان البائل في ذلك يأمن من النجاسة على بدنه وثيابه وقد روى عن عائشة في هذا ما يدل على ما ذهبنا إليه من معنى حديثها الذي ذكرنا حدثنا أحمد بن داود وقال ثنا ابن صالح قال ثنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت من حدثك أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبول قائما فكذبه فإني رأيته يبول جالسا ففي هذا الحديث ما يدل على ما دفعت به عائشة رواية رؤية من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبول قائما وإنما رؤيتها إياه يبول جالسا
(٢٦٧)