أو يكون في غيره وتوجد فيه طرق أخرى وتبعد والأسانيد يظهر للمحدث نكت وفوائد مهمة وقد يكون الحديث في غيره من طريق مدلس لم يصرح بالسماع ويوجد في كتابه مصرحا بالسماع وقد يكون الحديث عند غيره من طريق رجل اختلط بآخره ويكون الراوي عنه ممن سمع بعد الاختلاط ويوجد في كتابه رواية من سمع ذلك الرجل قبل الاختلاط وقد يكون الحديث في غيره مرسلا أو منقطعا أو موقوفا فيثبت في كتابه متصلا أو مرفوعا وقد يوجد في كتابه نسبة من لم ينسب في غيره وتسمية المبهم وتمييز المشتبه وتفسير المجمل وبيان السبب واضطراب الراوي وشكه وزيادة راو في السند وسماع الراوي من الصحابي مرتين مرة رفعة ومرة وقفه ومن التابعي مرتين مرة وصله ومرة أرسله وغير ذلك من الفوائد - ومنها توجد في كتابه فوائد كثيرة في المتون فيقع في كتابه مطولا ما وقع في غير كتابه مختصرا أو مفسرا ما كان عند غيره مجملا أو مقيدا ما كان عند غيره مطلقا وغير ذلك من مهمات الفوائد ومنها ان كتابه يشتمل على كثير من الآثار عن الصحابة والتابعين والأئمة بعدهم ما لا توجد في كتب غيره من أئمة أهل عصره ومنها ان كتابه يوجد فيه كثير من كلام الأئمة في الأحاديث والرجال من تصحيح أو ترجيح أو تضعيف ومنها انه يترجم على مسائل الفقه ثم يورد الأحاديث وينبه على استنباطات عزيزة من الأحاديث لا يكاد يتنبه لها ومنها انه رتب الكتاب على ترتيب كتب الفقه ثم تلطف في استخراج مناسبات يورد فيها الأحاديث المتعلقة بالأمور التي يتبادر إلى الذهن انها ليست بمتعلقة بتلك المسألة التي عقد لها الباب كما أنه أورد حديث المسلم لا يبخس وحديث بول الاعرابي في المسجد في باب المياه وأحاديث القراءة في الفجر في وقت الفجر وأحاديث الوعيد عن التخلف عن صلاة العشاء والمغرب والجمعة والفجر وأحاديث فضل المغرب والعشاء وآثارا في معنى القنوت في باب الصلاة الوسطى وأحاديث صلاة الفرض خلف المتطوع في وقت المغرب وأحاديث تقديم أولي الأحلام والنهي في باب التكبير عند الركوع والسجود ورفع اليدين وحديث التشهد والسلام في باب أذكار الركوع والسجود وأحاديث حكم الاغماء في شعبان ورمضان في باب الشك في الصلاة وذلك في كتابه كثير يظهر بالتتبع والتأمل ومنها انه مع اثباته مذهب الأحناف وبيان ايراد أدلتهم يذكر أدلة المختلفين في الباب قال العلامة الكوثري في الحاوي من مصنفات الطحاوي الممتعة كتاب معاني الآثار في المحاكمة بين أدلة المسائل الخلافية يسوق بسنده الاخبار التي يتمسك بها أهل الخلاف في تلك المسائل ويخرج من بحوثه بعد نقدها اسنادا ومتنا رواية ونظرا بما يقتنع به الباحث المنصف المتبرئ من التقليد الأعمى وليس لهذا الكتاب نظير في التفقيه وتعليم طرق التفقه وتنمية ملكة الفقه رغم اعراض من أعرض عنه وكان لأهل العلم عناية خاصة بتدريس كتاب معاني الآثار وروايته وتلخيصه وشرحه والكلام في رجاله - فمن شراحه الحافظ أبو محمد المنبجي مؤلف اللباب في الجمع بين السنة والكتاب وقطعة من شرحه موجودة في مكتبة أيا صوفيا بالآستانة انتهى وسمى أبا محمد هذا في ما تمس إليه الحاجة علي بن زكريا بن مسعود الأنصاري المنبجي المتوفي في حدود سنة ثمان وتسعين وستمائة ومنهم الحافظ عبد القادر القرشي صاحب الحاوي في تحريج أحاديث معاني الآثار للطحاوي وكان سبب تأليفه بإشارة الشيخ العلامة القاضي علاء الدين المارديني صاحب الجوهر النقي كما تقدم بطوله في الفائدة الحادية عشر وكان ابتداءه سنة أربعين وسبعمائة قال الكوثري وقطعة منه موجود بدار الكتب المصرية وطريقته في التخريج انه يتكلم على أسانيده ويعزو أحاديثه واسناده إلى الكتب الستة والمصنف لابن أبي شيبة وكتب الحفاظ وهكذا فخدم خدمة عظيمة في هذا الباب انتهى مختصرا ومنهم البدر العيني الحافظ وقد عني بتدريسه سنين متطاولة في المؤيدية وكان الملك المؤيد شيخ ملما بالعلم يناقش العلماء في العلم حتى جعل لهذا الكتاب كرسيا خاصا في جامعته كباقي أمهات كتب الحديث وعين
(المقدمة ٥٨)