فكان النظر على هذا أن يكون كذلك هو في كل شئ من صلاته كان ذلك عليه فرضا وعليه أن يأتي به حتى يعلم يقينا أنه قد جاء به فان قال قائل إن الفرض عليه غير واجب حتى يعلم يقينا أنه واجب عليه قيل له ليس هكذا وجدنا العبادات كلها لأنا قد تعبدنا أنه إذا أغمي علينا في يوم ثلاثين من شعبان فاحتمل أن يكون من رمضان فيجب علينا صومه واحتمل أن يكون من شعبان فلا يكون علينا صومه أنه ليس علينا صومه حتى نعلم يقينا أنه من شهر رمضان فنصومه وكذلك رأينا آخر شهر رمضان إذا أغمي علينا في يوم الثلاثين فاحتمل أن يكون من شهر رمضان فيكون علينا صومه واحتمل أن يكون من شوال فلا يكون علينا صومه أمرنا بأن نصومه حتى نعلم يقينا أنه ليس علينا صومه فكان من دخل في شئ بيقين لم يخرج منه إلا بيقين فالنظر على ذلك أن يكون كذلك من دخل في صلاة بيقين أنها عليه لم يحل له الخروج منها إلا بيقين أنه قد حل له الخروج منها وقد جاء ما استشهدنا به من حكم الاغماء في شعبان وشهر رمضان عن النبي صلى الله عليه وسلم متواترا كما ذكرناه فمما روى عنه في ذلك ما حدثنا علي بن معبد قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا زكريا عن عمرو بن دينار أن محمد بن جبير أخبره أنه سمع بن عباس يقول إني لأعجب من الذين يصومون قبل رمضان إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فان غم عليكم فعدوا ثلاثين حدثنا أبو بكرة قال ثنا إبراهيم بن بشار قال ثنا سفيان قال ثنا عمرو عن محمد عن ابن عباس قال سمعته يقول فذكر مثله حدثنا ابن مرزوق قال ثنا روح قال ثنا حماد عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا عبد الله بن بكر وروح قالا ثنا حاتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حرب قال دخلت على عكرمة فقال سمعت بن عباس رضي الله عنهما يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكر مثله حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو داود ح وحدثنا ابن مرزوق قال ثنا وهب عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال رأينا هلال
(٤٣٦)