واليافعي والقاري وصنف كتاب نقض المدلسين على الكرابيسي كما ذكر ابن النديم والقاري وله الرد على أبي عبيد فيما أخطأ فيه في كتاب النسبة كما قال القاري وغيره فهذا كله يدل على الامام الطحاوي له في هذا الميدان مقام عال ومهارة تامة وقد تلمذ عليه من أئمة الجرح والتعديل ابن عدي وابن يونس والطبراني وغيرهم وليس عندنا كتب الامام الطحاوي ولا كتب هؤلاء الاعلام حتى ننظر ما تكلم الامام الطحاوي في الرواة وما ذكر تلاميذه الاعلام الكبار من أقوال شيخهم في كتبهم وإنما المطبوع الموجود كتب الحافظ ابن حجر وهو كما يقول أبر أصحابه له الحافظ السخاوي في تعليقاته على الدرر الكامنة كما في الحاوي لا يستطيع ان يترجم لحنفي الا باخسا لحقه ومنتقصا لشانه وفي هوامش الدرر كثير من كلام السخاوي في ذلك فبهذا يتبين صواب ما قاله المحب ابن الشختة في ابن حجر انه لا يعول على كلامه في حنفي متقدم ولا متأخر لبالغ تعصبه ولأجل هذا التعصب الشديد ترك ذكر الامام الطحاوي في تراجم الثقات الاثبات المشاهير الذين اخذ عنهم الطحاوي وأخذوا عنه الا فيمن اشتهر في كتب الرجال انه شيخ للطحاوي أو تلميذ له وإنما يذكره عامة في الرواة الذين تكلم فيهم أحد وكم من راو ضعيف لم يرو عنه الطحاوي الا في مواضع قليلة قال ابن حجر أكثر عنه الطحاوي في كتبه لم ينبه ابن حجر على ذلك في تراجمهم وكذلك اقتصر على ذكر أقواله في الجرح والتعديل في تهذيب التهذيب واللسان على بعض الرواة لحاجة دعته إلى ذلك ومع هذا فأقوال الامام موجودة في كتبه فذكر في تهذيب التهذيب في ترجمة جعفر بن ربيعة الكندي المصري قال الطحاوي لا نعلم له من أبي سلمة سماعا وقال في ترجمة الحسن بن عياش الأسدي الكوفي قال الطحاوي ثقة حجة وقال في ترجمة عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي قال الطحاوي لا يعرف له سماع من أبي علي الهمداني وقال في ترجمة محمد بن عمرو بن عطاء العامري وروايته عن أبي قتادة مرسلة وكذا قال الطحاوي واعترف ابن القطان انه تلقاه عنه وليس ذلك بصحيح لان ذلك الذي حمل عليه الثوري اختلف فيه فقيل هو محمد بن عمرو بن علقمة الآتي ذكره بعد هذا وهو الذي خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن لأنه تأخرت وفاته فاما محمد بن عمرو بن عطاء فمات قبل خروج محمد بمدة مديدة كما يروى وزاد الطحاوي فهذا يدل على أن روايته عن أبي قتادة منقطعة لان أبا قتادة حدث في خلافة علي وذلك قبل سنة أربعين وهذا خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن وذلك بعد سنة أربعين ومائة فسنه نقص عن ادراك أبي قتادة وقد بينا ان هذا جميعه باطل إلى آخر ما ذكر في النقض وللكلام عليه موضع آخر إن شاء الله تعالى وقال في ترجمة محمد بن مسلم بن عثمان الرازي أبي عبد الله بن وارة قال الطحاوي ثلاثة من علماء الزمان بالحديث اتفقوا بالري لم يكن في الأرض في وقتهم مثلهم أبو زرعة وأبو حاتم وابن وارة - وقال في ترجمة محمد بن موسى بن أبي عبد الله الفطري المدني قال أبو جعفر الطحاوي محمود في روايته وقال في ترجمة مندل بن علي العنزي الكوفي قال الطحاوي ليس من أهل التثبت في الرواية بشئ ولا يحتج به - وقال في ترجمة يوسف بن خالد السمتي البصري قال الطحاوي ثنا المزني ثنا الشافعي ثنا يوسف بن خالد وكان ضعيفا وقال في ترجمة أبي عمرو ابن محمد بن حريث العذري قال أبو جعفر الطحاوي وهو مجهول وقال أيضا في ترجمته قال الطحاوي أبو عمرو وجده مجهولان وليس لهما ذكر في غير حديث الخط - وقال في ترجمة الربيع بن سليمان المرادي المصري المؤذن اختلف اثنان انه بشر كما قال الثوري يعني بالمعجمة وقال في ترجمة الربيع بن سليمان المرادي المصري المؤذن قال الطحاوي كان مولده ومولد المزني ومحمد بن نصر سنة 174 وكان المزني أسن من الربيع بستة أشهر وقال في ترجمة زيد بن عياش الزرقي قال الطحاوي قيل فيه أبو عياش الزرقي وهو محال لان أبا عياش الزرقي من
(المقدمة ٣٥)