وقد روى في ذلك أيضا عن غير أنس فمن ذلك ما حدثنا ابن أبي داود وفهد قالا حدثنا موسى بن إسماعيل قال ثنا وهيب بن خالد قال ثنا أبو واقد ليثي قال ثنا أبو أروى قال كنت أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم العصر بالمدينة ثم آتي الشجرة ذا الحليفة قبل أن تغرب الشمس وهي على رأس فرسخين ففي هذا الحديث أنه كان يسير بعد العصر فرسخين قبل أن تغيب الشمس فقد يجوز أن يكون ذلك سيرا على الاقدام وقد يجوز أن يكون سيرا على الإبل والدواب فنظرنا في ذلك فإذا محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ قد حدثنا قال ثنا معلى وأحمد بن إسحاق الحضرمي قالا ثنا وهيب عن أبي واقد قال ثنا أبو أروى قال كنت أصلي العصر مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمشي إلى ذي الحليفة فآتيهم قبل أن تغيب الشمس ففي هذا الحديث أنه كان يأتيها ماشيا وأما قوله قبل أن تغرب الشمس فقد يجوز أن يكون ذلك وقد اصفرت الشمس ولم يبق منها إلا أقل القليل وقد روي عن أبي مسعود نحو من ذلك حدثنا ابن أبي داود قال ثنا أبو صالح قال ثنا الليث قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أسامة بن زيد عن محمد بن شهاب قال سمعت عروة بن الزبير يقول أخبرني بشير بن أبي مسعود عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة العصر والشمس بيضاء مرتفعة يسير الرجل حين ينصرف منها إلى ذي الحليفة ستة أميال قبل غروب الشمس فقد وافق هذا الحديث أيضا حديث أبي أروى وزاد فيه أنه كان يصليها والشمس مرتفعة فذلك دليل على أنه قد كان يؤخرها وقد روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه أيضا ما يدل على هذا ما حدثنا نصار بن حرب السمعي البصري قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا شعبة عن منصور عن ربعي عن أبي الأبيض عن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى صلاة العصر والشمس بيضاء محلقة فقد أخبر أنس رضي الله عنه في هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يصليها والشمس بيضاء محلقة فذلك دليل على أنه قد كان يؤخرها ثم يكون بين الوقت الذي كان يصليها فيه وبين غروبها مقدار ما كان يسير الرجل إلى ذي الحليفة وإلى ما ذكر في هذه الآثار من الأماكن وقد روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه أيضا في ذلك ما حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا وهب
(١٩١)