فقال عثمان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه الآية فيقول اجعلوها في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت قصتها شبيهة بقصتها فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أسأله عن ذلك فخفت أن تكون منها فقرنت بينهما ولم أكتب بينها سطر بسم الله الرحمن الرحيم وجعلتهما في السبع الطول قال أبو جعفر فهذا عثمان رضي الله عنه يخبر في هذا الحديث أن بسم الله الرحمن الرحيم لم تكن عنده من السورة وأنه إنما كان يكتبها في فصل السور وهي غيرهن فهذا خلاف ما ذهب إليه بن عباس رضي الله عنه من ذلك وقد جاءت الآثار متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر وعثمان أنهم كانوا لا يجهرون بها في الصلاة حدثنا فهد قال ثنا أبو بكرة بن أبي شيبة قال ثنا إسماعيل بن علية عن الجريري عن قيس بن عباية قال حدثني بن عبد الله بن مغفل عن أبيه وقلما رأيت رجلا أشد عليه حدثا في الاسلام منه فسمعني وأنا أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فقال أي بني إياك والحدث في الاسلام فإني قد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمعها من أحد منهم ولكن إذا قرأت فقل (الحمد لله رب العالمين) وكما حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو عاصم وسعيد بن عامر قالا ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يستفتحون القراءة ب الحمد لله رب العالمين وكما حدثنا سليمان بن شعيب الكيساني قال ثنا عبد الرحمن بن زياد قال ثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم وكما حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال أنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال قمت وراء أبي بكر وعمر وعثمان بن عفان رضي الله عنه عنهم فكلهم كان لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إذا افتتح الصلاة وكما حدثنا فهد قال ثنا أبو غسان قال ثنا زهير بن معاوية عن حميد عن أنس رضي الله عنه أن أبا بكر وعمر ويرى حميد أنه قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر نحوه وكما حدثنا أحمد بن أبي عمران وعلي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قالا ثنا علي بن الجعد قال أنا شيبان عن قتادة قال سمعت أنسا يقول صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنه فلم أسمع أحدا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم
(٢٠٢)