حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا الحجاج بن المنهال قال ثنا سفيان عن الزهري سمع عروة يحدث عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس في حجرتها لم يفئ الفئ بعد حدثنا ابن خزيمة قال ثنا حجاج قال ثنا حماد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة العصر والشمس طالعة في حجرتي قيل له قد يجوز أن يكون ذلك كذلك وقد أخر العصر لقصر حجرتها فلم يكن الشمس قد تنقطع منها إلا بقرب غروبها فلا دلالة في هذا الحديث علي تعجيل العصر وذكر في ذلك ما حدثنا عبد الغني بن أبي عقيل قال ثنا عبد الرحمن بن زياد قال ثنا شعبة ح وحدثنا ابن مرزوق قال ثنا سعيد بن عامر قال ثنا شعبة عن يسار بن سلامة قال دخلت مع أبي علي أبي برزة فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى العصر فيرجع الرجل إلى أقصى المدينة والشمس حية قيل له قد مضى جوابنا في هذا فيما تقدم من هذا الباب فلم نجد في هذه الآثار لما صححت وجمعت ما يدل إلا على تأخير العصر ولم نجد شيئا منها يدل علي تعجيلها إلا قد عارضه غيره فاستحببنا بذلك تأخير العصر إلا أنها تصلى والشمس بيضاء في وقت يبقى بعده من وقتها مدة قبل تغيب الشمس ولو خلينا والنظر لكان تعجيل الصلوات كلها في أوائل أوقاتها أفضل ولكن اتباع ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما تواترت به الآثار أولى وقد روي عن أصحابه من بعده ما يدل على ذلك أيضا حدثنا يونس قال أنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن نافع أن عمر رضي الله عنه كتب إلى عماله إن أهم أمركم عندي الصلاة من حفظها وحافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع صلوا العصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية قدر ما يسير الراكب فرسخين أو ثلثه حدثنا ابن أبي داود قال ثنا نعيم بن حماد قال ثنا يزيد بن أبي حكيم عن الحكم بن أبان عن عكرمة قال كنا مع أبي هريرة رضي الله عنه في جنازة فلم يصل العصر وسكت حتى راجعناه مرارا فلم يصل العصر حتى رأينا الشمس علي رأس أطول جبل بالمدينة حدثنا ابن مرزوق قال ثنا أبو عامر قال ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال كان من قبلكم أشد تعجيلا للظهر وأشد تأخيرا للعصر منكم فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكتب إلى عماله وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرهم بأن يصلوا العصر والشمس بيضاء مرتفعة
(١٩٣)