أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من الخلاء فطعم فقيل له ألا تتوضأ فقال إني لا أريد أن أصلي فأتوضأ حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو عاصم قال ثنا ابن جريج قال أخبرني سعيد بن الحويرث فذكر مثله بإسناده حدثنا ابن أبي داود قال ثنا محمد بن المنهال قال ثنا يزيد بن ذريع قال ثنا روح بن القاسم عن عمرو بن دينار فذكر مثله بإسناده حدثنا محمد بن الحجاج قال ثنا خالد بن عبد الرحمن قال ثنا حماد بن سلمة عن عمرو مثله بإسناده أفلا ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قيل له ألا تتوضأ فقال لا أريد الصلاة فأتوضأ فأخبر أن الوضوء إنما يراد للصلاة لا للذكر فهذا معارض لما رويناه عن ابن عباس رضي الله عنه في أول هذا الباب وهذا أولى لان بن عباس رضي الله عنه عمل به بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فدل عمله به على أنه هو الناسخ فإن عارض في ذلك معارض بما حدثنا فهد قال ثنا أحمد بن يونس قال أنا زهير قال ثنا جابر عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت ما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلاء إلا توضأ حين يخرج منه وضوءه للصلاة قالوا فهذا يدل على فساد ما رويتموه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه قيل له ما في هذا دليل على ما ذكرت لأنه قد يجوز أن يكون كان يتوضأ إذا خرج من الخلاء ولا يتوضأ إذا بال فيكون ذلك الحين حين حدث قد كان يذكر الله فيه فيكون معنى قولها كان يذكر الله في كل أحيانه أي في حين طهارته وحدثه حتى لا يتضاد الآثار م ع أنه قد خالف ذلك حديث بن عباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال لا أريد الصلاة فأتوضأ فدل ذلك على أنه لم يكن يتوضأ إلا وهو يريد الصلاة فقد يحتمل أن يكون ما حضرت منه عائشة رضي الله عنها من الوضوء عند خروجه إنما هو لإرادته الصلاة لا للخروج من الخلاء ويحتمل أيضا أن يكون ذلك إخبارا منها عما كان يفعل قبل نزول الآية وما في حديث خالد بن سلمة إخبارا منها بما كان يفعل بعد نزول الآية حتى يتفق ما روي عنها وما روي عن غيرها ولا يتضاد من ذلك شئ
(٩١)