وقد روي عن بعض المتقدمين ما يدل على ذلك فمن ذلك ما حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا حجاج قال ثنا حماد عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه قال الرش بالرش والصب بالصب من الأبوال كلها حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا حجاج قال ثنا حماد عن حميد عن الحسن أنه قال بول الجارية يغسل غسلا وبول الغلام يتبع بالماء أفلا ترى أن سعيدا قد سوى بين حكم الأبوال كلها من الصبيان وغيرهم فجعل ما كان منه رشا يطهر بالرش وما كان منه صبا يطهر بالصب ليس أن بعضها عنده طاهر وبعضها غير طاهر ولكنها كلها عنده نجسة وفرق بين التطهر من نجاستها عنده بضيق مخرجها وسعته ثم أردنا بعد ذلك أن ننظر في الآثار المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هل فيها ما يدل على شئ مما ذكرنا فنظرنا في ذلك فإذا محمد بن عمرو بن يونس قد حدثنا قال ثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم فأتي بصبي مرة فبال عليه فقال صبوا عليه الماء صبا حدثنا ربيع قال ثنا أسد قال ثنا محمد بن حازم فذكر بإسناده مثله حدثنا ربيع المؤذن قال ثنا أسد قال ثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بصبي فبال عليه فأتبعه الماء ولم يغسله حدثنا يونس قال أنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن هشام فذكر بإسناده مثله غير أنه لم يقل ولم يغسله واتباع الماء حكمه حكم الغسل ألا ترى أن رجلا لو أصاب ثوبه عذرة فأتبعها الماء حتى ذهب بها أن ثوبه قد طهر وقد روى هذا الحديث زائدة عن هشام بن عروة فقال فيه فدعا بماء فنضحه عليه وقال مالك وأبو معاوية وعبدة عن هشام بن عروة فدعا بماء فصبه عليه فدل ذلك أن النضح عندهم الصب حدثنا فهد قال ثنا أحمد بن يونس قال ثنا ابن شهاب عن ابن أبي ليلى عن عيسى بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ليلى قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئ بالحسن رضي الله عنه فبال عليه فأراد القوم أن يعجلوه فقال ابني ابني فلما فرغ من بوله صب عليه الماء
(٩٣)