وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا لا بأس أن يذكر الله تعالى في الأحوال كلها من الجنابة وغيرها ويقرأ القرآن في ذلك خلاف الجنابة والحيض فإنه لا ينبغي لصاحبهما أن يقرأ القرآن واحتجوا في ذلك بما حدثنا ابن مرزوق قال ثنا وهب بن جرير عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال دخلت على علي رضي الله عنه أنا ورجل منا ورجل من بني أسد فبعثهما في وجه ثم قال إنكما علجان فعالجا عن دينكما قال ثم دخل المخرج ثم خرج فأخذ حفنة من ماء فمسح بها وجعل يقرأ القرآن قرآنا كأنا أنكرنا عليه ذلك فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من الخلاء فيقرئنا القرآن ويأكل معنا اللحم ولم يكن يحجزه عن ذلك شئ ليس الجنابة حدثنا ابن مرزوق قال ثنا أبو الوليد قال ثنا شعبة قال أنا عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن سلمة فذكر مثله غير أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته فيقرأ القرآن حدثنا حسين بن نصر وسليمان بن شعيب قالا ثنا عبد الرحمن بن زياد قال ثنا شعبة فذكر بإسناده مثله حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا حجاج قال ثنا شعبة فذكر بإسناده مثله حدثنا فهد قال ثنا عمرو بن حفص قال ثنا أبي قال ثنا الأعمش قال قال عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن على كل حال إلا الجنابة حدثنا محمد بن عمرو بن يونس السوسي قال ثنا يحيى بن عيسى عن ابن أبي ليلى عن عمرو عن عبد الله بن سلمة عن علي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا القرآن على كل حال إلا الجنابة قال أبو جعفر ففيما رويناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إباحة ذكر الله تعالى على غير وضوء وقراءة القرآن كذلك ومنع الجنب من قراءة القرآن خاصة وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا فيما يدل على إباحة ذكر الله تعالى على غير طهارة ما حدثنا فهد قال ثنا الحسن بن الربيع قال ثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب قال ثنا أبو ظبية قال سمعت عمرو بن عبسة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من امرئ مسلم يبيت طاهرا على ذكر الله فيتعار من الليل يسأل الله تعالى شيئا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه حدثنا ابن مرزوق قال ثنا عفان قال ثنا حماد قال كنت أنا وعاصم بن بهدلة وثابت فحدث عاصم عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله غير أنه لم يذكر قوله على ذكر الله قال ثابت قدم علينا فحدثنا هذا الحديث ولا أعلمه إلا يعني أبا ظبية قلت لحماد، عن معاذ؟ قال: عن معاذ
(٨٧)