قال أبو محمد ونحن نجمع تصديقا بالقدر وأخذا بالحزم قال أبو محمد وقرأت في كتب العجم أن هرمز سئل عن السبب الذي بعث فيروز على غزو الهياطلة ثم الغدر بهم فقال إن العباد يجرون من قدر ربنا ومشيئته فيما ليس لهم صنع معه ولا يملكون تقدما ولا تأخرا عنه فمن كانت مسألته عما سأل عنه وهو مستشعر للمعرفة بما ذكرنا من ذلك لا يقصد بمسألته إلا عن العلة التي جرى بها المقدار على من جرى ذلك الامر عليه والسبب الظاهر الذي أدركته الأعين منه متبعا لما جرى عليه الناس في قولهم ما صنع فلان وهم يريدون ما صنع به أو صنع على يديه وكذلك قولهم مات فلان أو عاش فلان وإنما يريدون فعل به فذلك القصد من مسألته ومن تعدى ذلك كان الجهل أولى به وليس حملنا ما حملنا على المقادير في قصته تحريا لمعذرته ولا طلبا لتحسين أمره ولا إنكارا أن يكون ما قدر على المخلوق من آثاره وإن لم يكن يستطيع دفع مكروهها ولا اجتلاب محمودها إلى نفسه وهو السبب الذي يجري به ما غيب عنا من ثوابه وعقابه مما حتم به عدل المبتدي لخلقه وأما حديثه الآخر الذي نسبه فيه إلى الكذب فقال رأى قوما من الزط فقال هؤلاء أشبه من رأيت بالجن ليلة الجن ثم سئل عن ذلك فقيل له كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن فقال ما شهدها منا أحد
(٣٥)