ولم يكن قصدنا في هذا الموضع الاحتجاج على القدرية فنذكر ما جاء في الرد عليهم ونذكر فساد تأويلاتهم واستحالتها وقد ذكرت هذا في غير موضع من كتبي في القرآن وكيف يكذب بن مسعود في أمر توافقه عليه العرب في الجاهلية والاسلام قال بعض الرجاز يا أيها المضمر هما لا تهم * إنك إن تقدر لك الحمى تحم ولو علوت شاهقا من العلم * كيف توقيك وقد جف القلم وقال آخر هي المقادير فلمني أو فذر * إن كنت أخطأت فما أخطأ القدر وقال لبيد إن تقوى ربنا خير نفل * وبأمر الله ريثي وعجل من هداه سبل الخير اهتدى * ناعم البال ومن شاء أضو قال الفرزدق ندمت ندامة الكسعي لما * غدت مني مطلقة نوار وكانت جنة فخرجت منها * كآدم حين أخرجه الضرار ولو ضنت يداي بها ونفسي * لكان علي للقدر الخيار وقال النابغة وليس امرؤ نائلا من هواه * شيئا إذا هو لم يكتب وكيف يكذب بن مسعود رضي الله عنه في أمر توافقه عليه كتب الله تعالى وهذا وهب بن منبه يقول قرأت في اثنين وسبعين كتابا من كتب الله تعالى
(٣٣)