لما سمعوا الذكر أراد يعتانونك أي يصيبونك بعيونهم كما يعتان الرجل الإبل إذا صدرت عن الماء وليس هو عندنا على ما تأول وإنما أراد أنهم ينظرون إليك بالعداوة والبغضاء نظرا يكاد يزلقك من شدته حتى تسقط ويدلك على ذلك قول الشاعر يتقارضون إذا التقوا في موطن * نظرا يزيل مواطئ الاقدام أي يكاد يزيلها عن مواطئها من شدته وصلابته وهذا نظر العدو المبغض تقول الناس نظر إلي شزرا ونظر إلي محدقا وأريته لمحا باصرا ونحوه قول الله تعالى ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت لان المغشي عليه عند الموت يشخص بصره ولا يطرف ويقول الله عز وجل فإذا برق البصر في قراءة من قرأه بفتح الراء يريد بريقه ولو كان ما ادعاه الاعراب من ذلك صحيحا لأمكنهم قتل من أرادوا قتله
(٣١٨)