وكيف يدعو له بهذه الأمور فينالها بدعائه والنبي صلى الله عليه وسلم نفسه ربما سها وكان ينسى الشئ من القرآن حتى قال الله تعالى سنقرئك فلا تنسى وقبل الفدية في يوم بدر فنزل لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم وقال لو نزل عذاب ما نجا إلا عمر وذلك لأنه أشار عليه بالقتل وترك أخذ الفداء وأراد يوم الأحزاب أن يتقي المشركين ببعض ثمار المدينة حتى قال له بعض الأنصار ما قال وكاد يجيب المشركين إلى شئ مما أرادوه يتألفهم بذلك فأنزل الله عز وجل ولولا أن ثبتناك لقد كدت لتركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا وهكذا الأنبياء المتقدمون عليهم السلام في السهو والنسيان وتعداد هذا يطول ويكثر وليس به خفاء على من علمه وإنما دعا النبي صلى الله عليه وسلم له بأن يكون الصواب أغلب عليه والقول بالحق في القضاء أكثر منه ومثل هذا دعاؤه لابن عباس بأن يعلمه الله التأويل ويفقهه في الدين وكان بن عباس مع دعائه لا يعرف كل القرآن وقال لا أعرف حنانا ولا الأواه ولا الغسلين ولا الرقيم وله أقاويل في الفقه منبوذة مرغوب عنها كقوله في المتعة وقوله في الصرف وقوله في الجمع بين الأختين الأمتين ومع هذا فإنه ليس كل ما دعا به الأنبياء صلى الله عليهم وسلم وسألوه أجيبوا إليه
(١٤٩)