بنى الحرث بن فهر قال فإني كنت مسلما قبل ذلك وإنما استكرهوني قال الله أعلم بشأنك إن يك ما تدعى حقا فالله يجزيك بذلك فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافد نفسك وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ معه عشرين أوقية ذهب فقال يا رسول الله احسبها لي من فدائي قال لا ذلك شئ أعطانا الله منك قال فإنه ليس لي مال قال فأين المال الذي وضعته بمكة حتى خرجت عند أم الفضل وليس معكما غيركما أحد فقلت إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا ولقثم كذا ولعبد الله كذا قال فوالذي بعثك بالحق ما علم بن أحد من الناس غيري وغيرها وإني أعلم أنك رسول لله. رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات. وعن أبي عزيز بن عمير أخي مصعب بن عمير قال كنت في الأسرى يوم بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم استوصوا بالأسارى خيرا وكنت في نفر من الأنصار فكانوا إذا قدموا غدائهم وعشاءهم أكلوا التمر وأطعموني البر لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني في الصغير والكبير وإسناده حسن. وعن عبد الله قال لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقولون في هذه الأسرى قال فقال أبو بكر رضوان الله عليه يا رسول الله قومك وأهلك استفدهم واستأدهم لعل الله أن يتوب عليهم قال وقال عمر يا رسول الله أخرجوك وكذبوك قربهم فاضرب أعناقهم قال وقال عبد الله بن رواحة يا رسول الله انظر واد كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أضرمه عليهم نارا قال فقال العباس قطعتك رحمك قال فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم فقال ناس يأخذ بقول أبى بكر وقال ناس يأخذ بقول عمر وقال ناس يأخذ بقول عبد الله بن رواحة قال فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله عز وجل ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن وإن الله عز وجل ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك يا أبى بكر كمثل إبراهيم قال (فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم) ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى صلى الله عليه وسلم قال (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) وإن مثلك يا عمر كمثل نوح صلى الله عليه وسلم قال (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) وإن مثلك يا عمر كمثل موسى صلى الله عليه وسلم قال (واشدد