وكان الاسلام قد دخلنا فأسلمت وأسلمت أم الفضل وكان العباس قد أسلم ولكنه قد يهاب قومه وكان يكتم إسلامه وكان أبو لهب لعنه الله قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وكذلك كانوا يصنعون لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلا فلما جاءنا الخبر كبته الله وأخزاه ووجدنا في أنفسنا قوة قال فذكر الحديث، ومن هنا في كتاب يعقوب مرسل ليس فيه إسناد، وقال فيه أخو بنى سالم بن عوف وكان في الأسارى أبو وداعة بن صرة السهمي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له بمكة ابنا كيسا تاجرا ذا مال لكأنكم به قد جاء في فداء أبيه وقد قالت قريش لا تعجلوا في فداء أسراكم لا يثارب عليكم محمدا وأصحابه فقال المطلب بن أبي وداعة صدقتم فافعلوا وانسل من الليل فقدم المدينة فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم فانطلق به وقدم مكرر بن حفص ابن الأحنف في فداء سهيل بن عمرو وكان الذي أسره ملك بن الدخشن أخو بنى مالك بن عوف. رواه أحمد هكذا باختصار وبعضه مرسل ورجال غير المرسل ثقات. وعن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكنت قد أسلمت وأسلمت أم الفضل وأسلم العباس وكان يكتم إسلامه مخافة قومه وكان أبو لهب تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام وكان له عليه دين فقال له اكفني من هذا الغزو وأترك لك ما عليك ففعل فلما جاء الخبر وكبت الله أبا لهب وكنت رجلا ضعيفا أنحت هذه الأقداح في حجرة زمزم فوالله إني لجالس أنحت أقداحي في الحجرة وعندي أم الفضل إذا الفاسق أبو لهب يجر رجليه أراه قال حتى جلس عند طنب الحجرة فكان ظهره إلى ظهري فقال الناس هذا أبو سفيان بن الحرث فقال أبو سفيان هلم يا ابن أخي كيف كان أمر الناس قال لا شئ والله ما هو إلا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا ويأسروننا كيف شاءوا وأيم الله ما لمت الناس قال ولم قال رأيت رجالا بيضا على خيل بلق لا والله لا يليق شيئا ولا يقوم لها شئ قال فرفعت طنب الحجرة فقلت تلك والله الملائكة فرفع أبو لهب يده فلطم وجهي وثاورته فاحتملني فضرب بي الأرض حتى نزل على وقامت أم الفضل
(٨٨)