الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان يوم الفتح ائتني بمفتاح الكعبة فأبطأ عليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم ينتظره حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق ويقول ما يحبسه فسعى إليه رجل وجعلت المرأة التي عندها المفتاح - حسبت أنه قال أم عثمان - تقول إن أخذه منكم لم يعطيكموه أبدا فلم يزل بها عثمان حتى أعطته المفتاح فانطلق به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتح الباب ثم دخل البيت ثم خرج والناس معه فجلس عند السقاية فقال علي بن أبي طالب يا رسول الله لئن كنا أوتينا النبوة وأعطينا السقاية وأعطينا الحجابة ما قوم بأعظم نصيبا منا فكأن النبي صلى الله عليه وسلم كره مقالته ثم دعا عثمان بن طلحة فدفع إليه المفتاح وقال غيبوه قال عبد الرزاق فحدثت به ابن عيينة فقال أخبرني ابن جريج أحسبه قال عن ابن أبي مليكة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي يومئذ حين كلمه في المفتاح إنما أعطيكم ما ترزون ولم أعطكم ما ترزؤون يقول أعطيكم السقاية لأنكم تغرمون فيها ولم أعطكم البيت أي إنهم يأخذون من هديته، هذا قول عبد الرزاق. رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح. وعن عروة في تسمية من استشهد من المسلمين يوم الفتح من قريش من بنى محارب بن فهر: كرز بن جابر. وعن ابن عباس قال شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة أو حنين ألف من بنى سليم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير زيد النحوي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وكلاهما ثقة. وعن ابن عباس قال شهد فتح مكة ألف وثمانمائة من جهينة وألف من مزينة وتسعمائة من بنى سليم وأربعمائة ونيف من بنى غفار وأربعمائة ونيف من أسلم. رواه الطبراني وفيه إبراهيم ابن عثمان أبو شيبة وهو متروك. وعن ابن عباس قال كان الفتح في ثلاث عشرة خلت من رمضان. رواه أحمد ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن عمرو قال لما فتحت مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كفوا السلاح إلا خزاعة عن بنى بكر فأذن لهم حتى صلى العصر ثم قال كفوا السلاح فلقى رجل من خزاعة رجلا من بنى بكر من غد بالمزدلفة فقتله فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام خطيبا فقال ورأيته وهو مسند ظهره إلى الكعبة إن أعدى الناس على الله من قتل في الحرم أو قتل غير قاتله
(١٧٧)