الدور وارتفع طائفة منهم على الخيل على الخندمة (1) واتبعه المسلمون فدخل النبي صلى الله عليه وسلم في أخريات الناس ونادى مناد من أغلق عليه داره وكف يده فإنه آمن ونادى أبو سفيان بمكة أسلموا تسلموا وكفهم الله عز وجل عن عباس وأقبلت هند بنت عتبة فأخذت بلحية أبي سفيان ثم نادت يا آل غالب اقتلوا هذا الشيخ الأحمق قال فأرسلي لحيتي فاقسم بالله ان أنت لم تسلمي لتضربن عنقك ويلك جاء بالحق فادخل أريكتك أحسبه قال واسكتي. رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف. وعن سعيد بن يربوع وكان يسمى الصرم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة أربعة لا أؤمنهم في حل ولا حرم الحويرث بن نفيل ومقيس ابن صبابة وهلال بن خطل وعبد الله بن سعد بن أبي سرح فاما الحويرث فقتله علي بن أبي طالب وأما مقيس بن صبابة فقتله ابن عم له لحاء وأما هلال بن خطل فقتله الزبير وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فأسبى من له عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان أخاه من الرضاعة وقينتين كانتا لمقيس تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلت إحداهما وأقبلت الأخرى فأسلمت - قلت روى أبو داود منه طرفا - رواه الطبراني ورجاله ثقات. وقد تقدمت أحاديث قبل هذا بورقتين في هذا المعنى. وعن أسماء بنت أبي بكر قالت لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي طوى قال أبو قحافة لابنة له من أصغر ولده أي بنية أظهريني على أبى قبيس قال وقد كف بصره قالت فأشرفت به عليه فقال يا بنية ماذا ترين قالت أرى سودا مجتمعا قال تلك الخيل قالت وأرى رجلا يسعى بين ذلك السواد مقبلا ومدبرا قال يا بنية ذلك الوازع يعنى الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها قالت قد والله انتشر السواد قال إذا والله دفعت الخيل أسرعي بي إلى بيتي وانحطت به وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته وفى عنق الجارية طوق من ورق فتلقاها رجل فاقتلعه منها قالت فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد أتى أبو بكر بأبيه يقوده فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه فقال أبو بكر يا رسول الله هو أحق أن يمشى
(١٧٣)