إليك من أن تمشى إليه قال فأجلسه بين يديه ثم مسح صدره ثم قال له أسلم فأسلم ودخل به أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه كأنها ثغامة (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غيروا هذا من شعره ثم قام أبو بكر فاخذ بيد أخته فقال أنشد الله والاسلام طوق أختي فلم يجبه أحد فقال يا أخية احتسبي طوقك.
رواه أحمد والطبراني وزاد فوالله إن الأمانة اليوم في الناس لقليلة. ورجالهما ثقات. رواه من طريق آخر عن أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله، ورجاله ثقات.
وعن ابن عمر قال جاء أبو بكر رضي الله عنه بأبيه أبى قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده شيخ أعمى يوم فتح مكة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تركت الشيخ في بيته حتى نأتيه قال أردت أن يؤجره الله لأنا كنت باسلام أبى طالب أشد فرحا منى باسلام أبى ألتمس بذلك قرة عينك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت. رواه الطبراني والبزار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
وعن عروة بن الزبير قال وفر عكرمة بن أبي جهل عامدا إلى اليمن وأقبلت أم الحكم بنت الحرث بن هشام وهي يومئذ مسلمة وهي تحت عكرمة بن أبي جهل فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب زوجها فأذن لها وأمنه فخرجت بعبد لها رومي فراودها عن نفسها فلم تزل تمنيه وتقرب له حتى أدنت على أناس من عك فاستعانتهم عليه فاتقوه فأدركت زوجها ببعض تهامة وقد كان ركب سفينة فلما جلس فيها نادى باللات والعزى فقال أصحاب السفينة لا يجوز أن تدعو ههنا أحدا الا الله وحده مخلصا فقال عكرمة والله لئن كان في البحر انه لفي البر وحده فاقسم بالله لأرجعن إلى محمد صلى الله عليه وسلم فرجع عكرمة مع امرأته فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه وقبل منه ودخل رجل من هذيل حين هزمت بنو بكر على امرأته فارا فلامته وعجزته وعيرته بالفرار فقال:
وأنت لو رأيتنا بالخندمة * إذ فر صفوان وفر عكرمة ولحقتنا بالسيوف المسلمة * يقطعن كل ساعد وجمجمة لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة