المعروفة الثابتة عند أهل العلم بالحديث، وكذلك حديث دنوه عشية عرفة رواه مسلم في صحيحه، وأما النزول ليلة النصف من شعبان ففيه حديث اختلف في إسناده، ثم إن جمهور أهل السنة يقولون: إنه ينزل ولا يخلو منه العرش كما نقل مثل ذلك عن إسحاق بن راهويه وحماد بن زيد وغيرهما، ونقلوه عن أحمد ابن حنبل (1).
5 - محمد أشرف شارح سنن أبي داود قال في ذيل (وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب): إن العرش ليعجز عن حمله وعظمته حتى يئط به، إذ كان معلوما أن أطيط الرحل بالراكب إنما يكون لقوة ما فوقه وعجزه عن احتماله، ثم يذكر كلاما للخطابي وينكره وينتقده ويقول: كلام الإمام الخطابي فيه تأويل بعيد، خلاف للظاهر لا حاجة إليه، وإنما الصحيح المعتمد في أحاديث الصفات إمرارها على ظاهرها من غير تأويل ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل كما عليه السلف الصالحون... (2).
6 - البغوي في شرح السنة: كل ما جاء في الكتاب والسنة من هذا القبيل في صفاته تعالى كالنفس والوجه والعين والأصبع واليد والرجل والاتيان والمجئ والنزول إلى السماء والاستواء على العرش والضحك والفرح فهذه ونظائرها صفات الله تعالى ورد بها السمع فيجب الإيمان بها وإبقاءها على ظاهرها معرضا فيها عن التأويل مجتنبا عن التشبيه (3).
هذا وقد تطرقنا آنفا إلى آراء بعض العلماء حول التجسيم كالنووي والعيني والقسطلاني وأحمد محمد شاكر وعبده والأسفراييني وأحمد بن حنبل وابن تيمية وأبي عمر والذهبي والشيخ عبد الرحمان (4) وذكرنا عقيدتهم ورأيهم ورأي آخرين غيرهم بما يناسب ضرورة الالتزام بظواهر هذه الأحاديث وعدم جواز تأويلها وتوجيهها، وهذا