فإذا مررت بقبره فأعقر به * كوم المطي وكل طرف سابح (1) وأنضح جوانب قبره بدمائها * فلقد يكون أخادم وذبائح (2)
(١) قوله - فإذا مررت بقبره - الخ - عقر البعير بالسيف من باب ضرب إذا ضرب قوائمه به لا يطلق العقر في غير القوائم وربما قيل عقره إذا نحره كذا في المصباح - والكوم - بالضم جمع كوماء بالفتح والمد وهي الناقة السمينة للطى - ويروى - بدله؟؟ الجلاد بكسر الجيم جمع جلدة بفتحها وهي أدسم الإبل لبنا - والطرف - بالكسر الأصيل من الخيل - والسابح - بالموحدة من سبح الفرس إذا جرى يقال فرس سابح إذا جرى بقوة [2] قوله - وأنضح جوانب قبره - النضح بالحاء المهملة الرش القليل وبالخاء المعجمة البل يقال نضخ ثوبه إذا بله فهو أبلغ من الأول.. واختلف في سبب عقرهم الإبل على القبور فقال قوم إنما كانوا يفعلون ذلك مكافأة للميت على ما كان يعقره من الإبل في حياته وينحره للأضياف واحتجوا بقول الشاعر وأنضح جوانب قبره الخ.. وقال قوم إنما كانوا يفعلون ذلك إعظاما للميت كما كانوا يذبحون للأصنام وقيل إنما كانوا يفعلونه لان الإبل كانت تأكل عظام الموتى إذا بليت فكأنهم كانوا يتأرون لهم فيها وقيل إن الإبل أنفس أموالهم فكانوا يريدون بذلك انها قد هانت عليهم لعظم المصيبة.. والبيت يستشهد به النحويون على أن المضارع وهو يكون مؤول بالماضي أي ولقد كان لأنه في مرثية ميت وهو إخبار عن شئ وقع ومضى لا إخبار عما سيقع لأنه غير ممكن.. قال ابن الشجري في أماليه قال أبو الفتح عثمان بن جنى قال لي أبو علي سألت يوما أبا بكر بن السراج عن الافعال فقال يقع بعضها موقع بعض فقال كان ينبغي للأفعال كلها أن تكون مثالا واحدا لأنها لمعنى واحد ولكن خولف بين صيغها لاختلاف أحوال الزمان فإذا اقترن بالفعل ما يدل عليه من لفظ أو حال جاز وقوع بعضها موقع بعض.. قال أبو الفتح وهذا الكلام من أبى بكر عال سديد.. وهذه الأبيات الصحيح انها لزياد الأعجم يرثى بها المغيرة بن المهلب وقيل المغيرة بن أبي صفرة أخا المهلب وهي من قصيدة أولها قل للقوافل الخ الأبيات الأربعة وبعدها وأظهر ببزته وعقد لوائه * واهتف بدعوة مصلتين شرامح آب الجنود معقلا أو قافلا * وأقام رهن حفيرة وضرائح وأرى المكارم يوم زيل بنعشه * زالت بفضل فواضل ومدائح رجفت لمصرعه البلاد وأصبحت * منا القلوب لذاك غير ضحائح ألآن لما كنت أكمل من مشى * وافترنا بك عن شباة القارح وتكاملت فيك المروءة كلها * وأعنت ذلك بالفعال الصالح فكفي لنا حزنا ببيت حله * إحدي المنون فليس عنه ببارح فعفت منابره وحط سروجه * عن كل طامحة وطرف طامح وإذا يناح على امرئ فتعلمي * ان المغرية فوق نوح النائح تبكى المغيرة خيلنا ورماحنا * والباكيات برنة وتصايح مات المغيرة بعد طول تعرض * للموت بين أسنة وصفائح والقتل ليس إلي القتال ولا أرى * سببا يؤخر للشفيق الناصح * لله در منية فاتت به * فلقد أراه يرد غرب الجامح ولقد أراه مجنبا أفراسه * يغشى الأسنة فوق نهد قارح في جحفل لجب ترى أبطاله * منه تعضل بالفضاء الفاسخ يقص الحزونة والسهولة إذ غدى * بزهاء أرعن مثل ليل جانح ولقد أراه مقدما أفراسه * يدنى مراجح في الوغى لمراجح فتيان عادية لدي مرسى الوغى * سنوا بسنة معلمين جحاجح لبسوا السوابغ في الحروب كأنها * غدر تحيز في بطون أباطح وإذا الضراب عن الطعان بدا لهم * ضربوا بمرهفة الصدور جوارح لو عند ذلك قارعته منية * قرع الحواء وضم سرح السارح كنت الغياث لأرضنا فتركتنا * فاليوم نصبر للزمان الكالح فانع المغيرة للمغيرة إذ غدت * شعواء مشعرة لنبح النابح صفان مختلفان حين تلاقيا * آبوا بوجه مطلق أو ناكح ومدجج كره الكماة نزاله * شاكي السلاح مسايف أو رامح قد زار كبش كتيبة بكتيبة * يؤدي لكوكبها برأس طامح غيرن دون نسائه وبناته * حامي الحقيقة للحروب مكاوح سبقت يداك له بعاجل طعنة * شهقت لمنفذها أصول جوانح والخيل تضبح بالكماة وقد جرت * فوق النحور دماؤها بسرائح يا لهفتا يا لهفتا لك كلما * خيف المغير على المدر الماسخ تشفى بحلمك لابن عمك جهله * وتذب عنه كفاح كل مكافح وإذا يصول بك ابن عمك لم يصل * بمواكل وكل غداة تجالح صل يموت سليمه قبل الرقي * ومخاتل لعدوه بتصافح وإذا الأمور على الرجال تشابهت * وتنوزعت بمغالق ومفاتح فتل السحيل بمبرم ذي مرة * دون الرجال بفضل عقل راجح وأرى الصعالك للمغيرة أصبحت * تبكي على طلق اليدين مسامح كان الربيع لهم إذا انتجعوا الندى * وخبت لوامع كل برق لامح كان المهلب بالمغيرة كالذي * ألقى الدلاء إلى قليب المائح فأصاب جمة ما استقى فسقى له * في حوضه بنوازع ومواتح أيام لو يحتل وسط مفازة * فاضت معاطشها بشرب سائح إن المهلب لن يزال لها فتى * يمرى قوادم كل حرب لاقح * بالمقربات لواقحا آطالها * تجتاب سهل سباسب وصحاصح متلببا تهفو الكتائب حوله * ملح المنون من النضيح الراشح ملك أغر متوج يسمو له * طرف الصديق بغض طرف الكاشح رفاع ألوية الحروب إلى العدى * بسعود طير سانح وبوارح