الأمالي - السيد المرتضى - ج ٤ - الصفحة ١٠٨
فإذا مررت بقبره فأعقر به * كوم المطي وكل طرف سابح (1) وأنضح جوانب قبره بدمائها * فلقد يكون أخادم وذبائح (2)

(١) قوله - فإذا مررت بقبره - الخ - عقر البعير بالسيف من باب ضرب إذا ضرب قوائمه به لا يطلق العقر في غير القوائم وربما قيل عقره إذا نحره كذا في المصباح - والكوم - بالضم جمع كوماء بالفتح والمد وهي الناقة السمينة للطى - ويروى - بدله؟؟ الجلاد بكسر الجيم جمع جلدة بفتحها وهي أدسم الإبل لبنا - والطرف - بالكسر الأصيل من الخيل - والسابح - بالموحدة من سبح الفرس إذا جرى يقال فرس سابح إذا جرى بقوة [2] قوله - وأنضح جوانب قبره - النضح بالحاء المهملة الرش القليل وبالخاء المعجمة البل يقال نضخ ثوبه إذا بله فهو أبلغ من الأول.. واختلف في سبب عقرهم الإبل على القبور فقال قوم إنما كانوا يفعلون ذلك مكافأة للميت على ما كان يعقره من الإبل في حياته وينحره للأضياف واحتجوا بقول الشاعر وأنضح جوانب قبره الخ.. وقال قوم إنما كانوا يفعلون ذلك إعظاما للميت كما كانوا يذبحون للأصنام وقيل إنما كانوا يفعلونه لان الإبل كانت تأكل عظام الموتى إذا بليت فكأنهم كانوا يتأرون لهم فيها وقيل إن الإبل أنفس أموالهم فكانوا يريدون بذلك انها قد هانت عليهم لعظم المصيبة.. والبيت يستشهد به النحويون على أن المضارع وهو يكون مؤول بالماضي أي ولقد كان لأنه في مرثية ميت وهو إخبار عن شئ وقع ومضى لا إخبار عما سيقع لأنه غير ممكن.. قال ابن الشجري في أماليه قال أبو الفتح عثمان بن جنى قال لي أبو علي سألت يوما أبا بكر بن السراج عن الافعال فقال يقع بعضها موقع بعض فقال كان ينبغي للأفعال كلها أن تكون مثالا واحدا لأنها لمعنى واحد ولكن خولف بين صيغها لاختلاف أحوال الزمان فإذا اقترن بالفعل ما يدل عليه من لفظ أو حال جاز وقوع بعضها موقع بعض.. قال أبو الفتح وهذا الكلام من أبى بكر عال سديد.. وهذه الأبيات الصحيح انها لزياد الأعجم يرثى بها المغيرة بن المهلب وقيل المغيرة بن أبي صفرة أخا المهلب وهي من قصيدة أولها قل للقوافل الخ الأبيات الأربعة وبعدها وأظهر ببزته وعقد لوائه * واهتف بدعوة مصلتين شرامح آب الجنود معقلا أو قافلا * وأقام رهن حفيرة وضرائح وأرى المكارم يوم زيل بنعشه * زالت بفضل فواضل ومدائح رجفت لمصرعه البلاد وأصبحت * منا القلوب لذاك غير ضحائح ألآن لما كنت أكمل من مشى * وافترنا بك عن شباة القارح وتكاملت فيك المروءة كلها * وأعنت ذلك بالفعال الصالح فكفي لنا حزنا ببيت حله * إحدي المنون فليس عنه ببارح فعفت منابره وحط سروجه * عن كل طامحة وطرف طامح وإذا يناح على امرئ فتعلمي * ان المغرية فوق نوح النائح تبكى المغيرة خيلنا ورماحنا * والباكيات برنة وتصايح مات المغيرة بعد طول تعرض * للموت بين أسنة وصفائح والقتل ليس إلي القتال ولا أرى * سببا يؤخر للشفيق الناصح * لله در منية فاتت به * فلقد أراه يرد غرب الجامح ولقد أراه مجنبا أفراسه * يغشى الأسنة فوق نهد قارح في جحفل لجب ترى أبطاله * منه تعضل بالفضاء الفاسخ يقص الحزونة والسهولة إذ غدى * بزهاء أرعن مثل ليل جانح ولقد أراه مقدما أفراسه * يدنى مراجح في الوغى لمراجح فتيان عادية لدي مرسى الوغى * سنوا بسنة معلمين جحاجح لبسوا السوابغ في الحروب كأنها * غدر تحيز في بطون أباطح وإذا الضراب عن الطعان بدا لهم * ضربوا بمرهفة الصدور جوارح لو عند ذلك قارعته منية * قرع الحواء وضم سرح السارح كنت الغياث لأرضنا فتركتنا * فاليوم نصبر للزمان الكالح فانع المغيرة للمغيرة إذ غدت * شعواء مشعرة لنبح النابح صفان مختلفان حين تلاقيا * آبوا بوجه مطلق أو ناكح ومدجج كره الكماة نزاله * شاكي السلاح مسايف أو رامح قد زار كبش كتيبة بكتيبة * يؤدي لكوكبها برأس طامح غيرن دون نسائه وبناته * حامي الحقيقة للحروب مكاوح سبقت يداك له بعاجل طعنة * شهقت لمنفذها أصول جوانح والخيل تضبح بالكماة وقد جرت * فوق النحور دماؤها بسرائح يا لهفتا يا لهفتا لك كلما * خيف المغير على المدر الماسخ تشفى بحلمك لابن عمك جهله * وتذب عنه كفاح كل مكافح وإذا يصول بك ابن عمك لم يصل * بمواكل وكل غداة تجالح صل يموت سليمه قبل الرقي * ومخاتل لعدوه بتصافح وإذا الأمور على الرجال تشابهت * وتنوزعت بمغالق ومفاتح فتل السحيل بمبرم ذي مرة * دون الرجال بفضل عقل راجح وأرى الصعالك للمغيرة أصبحت * تبكي على طلق اليدين مسامح كان الربيع لهم إذا انتجعوا الندى * وخبت لوامع كل برق لامح كان المهلب بالمغيرة كالذي * ألقى الدلاء إلى قليب المائح فأصاب جمة ما استقى فسقى له * في حوضه بنوازع ومواتح أيام لو يحتل وسط مفازة * فاضت معاطشها بشرب سائح إن المهلب لن يزال لها فتى * يمرى قوادم كل حرب لاقح * بالمقربات لواقحا آطالها * تجتاب سهل سباسب وصحاصح متلببا تهفو الكتائب حوله * ملح المنون من النضيح الراشح ملك أغر متوج يسمو له * طرف الصديق بغض طرف الكاشح رفاع ألوية الحروب إلى العدى * بسعود طير سانح وبوارح
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تأويل خبر كل مولود يولد على الفطرة الحديث 2
2 تأويل قوله تعالى: فأقم وجهك للدين حنيفا الآية 4
3 تأويل قوله صلى الله عليه وسلم في أطفال المشركين الله أعلم بما كانوا عاملين 5
4 مسألة جواز النسخ في الأخبار 5
5 المجلس السابع والخمسون تأويل قوله تعالى: فأما الذين شقوا ففي النار الآية 5
6 استرواح بذكر تورك الآمدي على البحتري في بعض أشعاره 9
7 تقرير لطيف في الاعتذار للبحتري وفيما يجب ان يحمل عليه كلام الشاعر في المبالغات 10
8 المجلس الثامن والخمسون تأويل قوله تعالى: اسمع بهم وابصر الآية 15
9 تأويل قوله تعالى: صم بكم عمي فهم لا يعقلون 15
10 مسألة في ان ارتجاج الخطيب قد يكون سببا لانتباه قريحته وتوقد فكره وانتقاله إلى ما هو أبرع في الكلام وذكر أحسن ما ورد في ذلك 18
11 استطراد لذكر حكاية لطيفة فيما وقع لعبد الله بن سوار بسبب الذباب 22
12 تأويل قوله تعالى: وإذ نجيناكم من آل فرعون الآية 23
13 مسألة في ان البلاء يستعمل في الخير كما يستعمل في الشر 24
14 مسألة في أن العرب قد تخاطب الشخص بما لغيره لنكتة ومناسبة 25
15 استرواح بذكر شئ من المحاسن الشعرية في الكرم وحب الضيافة والانس بهما وغير ذلك 26
16 المجلس الستون تأويل قوله تعالى: ولا تقولن لشئ اني فاعل ذلك غدا الآية 33
17 التشبيه في اللغة العربية وغاية ما ورد فيه 36
18 شواهد تشبيه الواحد بالواحد 36
19 شواهد تشبيه شيئين بشيئين 38
20 شواهد تشبيه ثلاثة بثلاثة 41
21 شواهد تشبيه أربعة بأربعة 42
22 شواهد تشبيه خمسة بخمسة 43
23 شواهد تشبيه ستة بستة وهو غاية ما ورد 43
24 المجلس الواحد والستون تأويل قوله تعالى: ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا الآية 43
25 استرواح بذكر أشعار مستحسنة 44
26 ضادية بشار 44
27 ضادية أبى تمام 46
28 ضادية البحتري 47
29 مختارات شعر بشار في وصف الزمان 48
30 مختارات من شعره في وصف الغواني والغناء والطرب 49
31 المجلس الثاني والستون تأويل قوله تعالى: الله يستهزئ بهم ويمدهم الآية 54
32 استطراد لذكر أن العرب تسمى الجزاء على الفعل باسمه تغليبا 56
33 تسميتهم الشئ باسم شئ آخر لتعلق بينهما 56
34 عود لتأويل الآية السابقة 58
35 تأويل قوله تعالى: ويمدهم في طغيانهم يعمهون 59
36 استرواح لذكر ما يستحسن مما ورد في ذكر الأوطان والحنين إليها 59
37 المجلس الثالث والستون تأويل قوله تعالى: وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوا الآية 62
38 شواهد خطاب الاثنين بخطاب الجمع 63
39 ذكر بعض ما يستحسن في المدائح الشعرية 65
40 المجلس الرابع والستون تأويل قوله تعالى: أنظر كيف ضربوا لك الأمثال الآية 71
41 بحث دقيق في أن القدرة هل هي مع الفعل أولا 71
42 تأويل خبر معاوية بن الحكم قال قلت يا رسول الله الحديث 74
43 ذكر جملة من معاني السماء والاستشهاد عليها 75
44 المجلس الخامس والستون تأويل قوله تعالى: إذا جاء أمرنا وفار التنور 76
45 تأويل خبر على رضى الله تعالى عنه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم الحديث 77
46 استرواح بذكر أحسن ما قيل في وصف الثغر 79
47 المجلس السادس والستون تأويل قوله تعالى: قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة الآية 87
48 المجلس السابع والستون تأويل قوله تعالى: الذي جعل لكم الأرض فراشا الآية 96
49 بحث في الاستدلال بهذه الآية على ان الأرض بسيطة 96
50 ذكر جملة من المحاسن الشعرية فسرت بتفاسير مختلفة وهي محتملة للكل 99
51 المجلس الثامن والستون تأويل قوله تعالى: يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء الآية 105
52 مسألة في ان هارون هل كان أخا مريم حقيقة أم لا 105
53 شواهد وضع الماضي موضع الحال والاستقبال وعكسه 107
54 تأويل قوله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ونحوه 110
55 تحقيق في مسألة العدوى 113
56 المجلس التاسع والستون تأويل قوله تعالى: ما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا الآية 115
57 استرواح بذكر ما قالته أسماء بنت خارجة بن حصن الفزاري في الذئب 117
58 ما قاله النجاشي في ذلك 119
59 ما قاله الفرزدق فيه أيضا 120
60 ما قاله قيس الفزاري وحميد بن ثور في ذلك 121
61 المجلس السبعون تأويل قوله تعالى: ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه الآية 123
62 تحقيق مسألة رؤيته تعالى وسؤال سيدنا موسى عليه السلام لها وبسط الكلام على ذلك 124
63 استرواح بذكر ما يستجاد من قول أبي العاص المازني 128
64 المجلس الواحد والسبعون تأويل قوله تعالى: وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها الآية 129
65 مسألة تأخير المقدم وتقديم المؤخر في كلام العرب والاستشهاد على ذلك 130
66 استرواح بذكر ما يستجاد من الشعر في ذم الدنيا والتذكير بمصائبها 132
67 من ذلك مرثية نهشل بن جري لأخيه مالك 132
68 ومنه قول حارثة بن بدر الغداني 133
69 ومنه قول أبي العتاهية 133
70 ومنه قول البحتري 134
71 المجلس الثاني والسبعون تأويل قوله تعالى: هو الذي خلقكم من نفس واحد الآية 137
72 المجلس الثالث والسبعون تأويل قوله تعالى: أتعبدون ما تنحتون الآية 143
73 مسألة في تحقيق خلق أفعال العباد 145
74 استرواح بذكر ما يستحسن من كلام بعض نساء بني أسد 146
75 ما يستحسن من كلام ولادة الهرمية 147
76 ما يستحسن من كلام امرأة من بنى سعد 147
77 مرثية عمرة بنت العجلان لأخيها عمرو 148
78 المجلس الرابع والسبعون تأويل قوله تعالى: ولا ينفعكم نصحي ان أردت أن أنصح لكم الآية 153
79 قصيدة أبى تمام في مدح المعتصم 156
80 المجلس الخامس والسبعون تأويل قوله تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الآية 161
81 بحث في الإشارة إلى الجنس من غير إرادة العموم 162
82 في تورك أبى العباس بن عمار على بعض أقوال أبي تمام 162
83 مناقشة المؤلف في تورك ابن عمار المذكور 166
84 المجلس السادس والسبعون تأويل قوله تعالى: وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان الآية ذكر ترجمة خالد بن صفوان وشئ من أخباره 167
85 المجلس السابع والسبعون تأويل قوله تعالى: أنه ليحزنك الذي يقولون الآية 173
86 مطلب علم أبي جهل بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم وجحده ذلك عنادا 174
87 قصيدة لعمرو بن براقة وواقعة ذلك 175
88 مطلب اختلاف القراء في قرائة لا يكذبونك وتأويلها حسب القراءة 177
89 قصيدة المطرود بن كعب الخزاعي وشرحها 178
90 أبيات لدعبل في تفضيل الشعر وبقائه ما بقى الدهر 181
91 المجلس الثامن والسبعون تأويل قوله تعالى: ثم لم تكن قتلتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين 182
92 ترجمة منصور بن سلمة النميري وأخبار مع الرشيد وقطع من مختار شعره 184
93 المجلس التاسع والسبعون تأويل قوله تعالى: وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت 188
94 مطلب عزيز في اختلاف تأويل الآية بحسب اختلاف القراءة 189
95 مطلب في تأويل أبي علي الجبائي لهذه الآية 190
96 أخبار صعصعة بن ناجية جد الفرزدق في فديه الموؤدات وافتخار الفرزدق بذلك 191
97 خبر وفود صعصعة المذكور على النبي صلى الله عليه وسلم ووصيته له 192
98 تأويل خبر انه نهى صلى الله عليه وسلم ان يصلي الرجل وهو زناء 192
99 قصيدة للأخطل في مدح عبد الله بن معاوية بن أبي سفيان 193
100 قصة أبي زبيد الطائي في وصفه الأسد لعثمان بن عفان رضي الله عنه 193
101 خبر قيس بن عاصم المنقري وترقيصه صبيا له 195
102 المجلس الثمانون تأويل قوله تعالى: وهديناه النجدين 197
103 قصيدة الحطيئة يمدح بها آل شماس بن لأي 198
104 شرح بيت عمر بن أبي ربيعة. ثم قالوا تحبها قلت بهرا 199
105 تأويل قوله تعالى: ثم اقتحم العقبة إلى آخر الآيات 200
106 خاتمة المجلس في ذكر مقطعات من طريف المديح 201