وجهان.. أحدهما انه أراد انها تتطيب بالعنبر فتصفر لان الشمس تغيب صفراء الوجه .. والآخر أراد المبالغة في الحسن لان الشمس أحسن ما تكون في وقتيها هذين ومن ذلك قول قيس بن الخطيم صفراء أعجلها الشباب لداتها ومثله للأعشى إذا جردت يوما حسبت خميصة * عليها وجريال النضير الدلا مصا - الخميصة - ثوب ناعم لين ناعم شبه به نعومة جسمها - والنضير - الذهب - والجريال - كل صبغ أحمر وإنما يعنى لون الطيب عليها - والدلامص - البراق فهذا وجه.. والوجه الثاني أن يكون أراد بوصفها بالصفرة رقة لونها فعندهم أن المرأة إذا كانت صافية اللون رقيقة ضرب لونها بالعشى إلى الصفرة.. قال علي بن مهدي الأصفهاني قال لي أبى قال لي الجاحظ زعموا أن المرأة إذا كانت صافية اللون رقيقة يضرب لونها بالغداة إلى البياض وبالعشي إلى الصفرة واحتج في ذلك بقول الراجز قد علمت بيضاء صفراء الأصل
(٥٢)